يعد طواف الوداع هو آخر نُسكٍ يودع به حجاج بيت الله الحرام المشاعر المقدسة بعد أن يتموا مناسك حجهم، حيث يطوف الحاج 7 أشواط حول الكعبة، وله حكم خاص به في الحج وفي العمرة.
المقصود بطواف الوداع
سمي طواف الوداع بهذا الاسم؛ لأنه يكون لتوديع البيت الحرام، ويسمى أيضاً طواف الصدر؛ لأنه يكون عند صدور الناس من مكة؛ أي الخروج منها، ويبدأ المُحرم بالطواف مضطبعاً؛ أي كاشفاً كتفه الأيمن وواضعاً طرفَي ردائه على الكتف الأيسر، ويبتدئ من عند الحجر الأسود، فيستقبله بوجهه وجميع جسده، ويقول: "الله أكبر"، ويجوز له أن يقول: "بسم الله، الله أكبر".
وقت طواف الوداع
يعد طواف الوادع هو آخر واجبات الحج وآخر مناسكه، فيكون بعد إتمام رمي الجمرات إما في ثاني أيام التشريق يوم 12 ذي الحجة للمتعجلين، أو آخر أيام التشريق يوم 13 ذي الحجة لغير المتعجلين، حيث يتوجه الحاج إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق، ليكون طواف الوداع آخر العهد بالبيت امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم الذي قال: "لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت"، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء.
شروطه وكيفيته
ولطواف الوداع شروط عدة لصحته، وهي الطّهارة؛ سواء أكان في الثوب أم في المكان، وستر العورة، والنيّة عند الشروع في الطواف.
ويبدأ الطواف من الحجر الأسود، ويجب أن يكون البيت الحرام عن يسار الطائف، وأن يكون الطواف حول الكعبة وخارجها؛ فلو طاف الشخص داخل حِجْر إسماعيل لم يصح طوافه، وأن يكون الطواف 7 أشواط كاملة، يبدأ كل شوط من أمام الحجر الأسود وينتهي به، والموالاة بين أشواط الطواف، فإن فصل بين الأشواط بفاصل كثير، ابتدأ الطواف من أوله.
ومن السنة المؤكدة بعد الانتهاء من الطواف صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر، وإلا فليصل الركعتين في أي مكان من المسجد الحرام، ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة "قل يا أيها الكافرون"، وفي الثانية بعد الفاتحة يقرأ "قل هو الله أحد"، وإن قرأ بغيرهما فلا بأس في ذلك.
حكم طواف الوداع
حكمه في الحج
ذهب جمهور العلماء إلى أن طواف الوداع واجب، يجب بتركه دَم، فعلى من تركه أن يذبح فدية في مكة ويوزعها على فقراء الحرم، فإن عجز صام 10 أيام، إلا أنه يعفى منه المرأة الحائض والنفساء.
وطواف الوداع واجب على الذي ليس من أهل مكّة، قبل خروجه من الحرم إلى بلاده، ويكون ذلك آخر عهده بالبيت، والمقيم في مكة ليس عليه طواف وداع.
حكمه في العمرة
اتفق الفقهاء على أن طواف المعتمر الذي طاف ثم خرج من مكة يُجزئه عن طواف الوداع، إلّا أنهم اختلفوا في المعتمر الذي أدى عمرته وبقي في مكة، ثُم أراد السفر، هل يجب عليه أن يطوف طواف الوداع، وذلك على قولَين، هما: القول الأول: لا يجب عليه طواف الوداع؛ سواءً سافر بعد العمرة مباشرة، أو بقي أيّاماً بعدها، بل يُستحَبّ له أن يطوف للوداع، وهو لا يُعَدّ واجباً عليه، أما القول الثاني، فإنه يجب على الحاج والمعتمر أداء طواف الوداع.