تمثل العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نموذجا فريدا بين الدول التي تشكلت عقب الحرب العالمية الثانية، وتغلفت بما سُمي وقتها "الحرب الباردة"، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
ومنذ ذلك الحين والعلاقات متوترة بين الجارتين، كما تختلف أنظمتهما السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل كلي، ما انعكس على حياة مواطنيهما، كما أثرت الأخبار المتداولة عن كوريا الشمالية تحديدا على صورتها عالمياً.
نستعرض هنا أحداث الحرب بين الدولتين، وكيف انفصلتا.
1- الاحتلال الياباني :
كانت شبه الجزيرة الكورية، التي ضمّت الدولتين معا، جزءا من الإمبراطورية اليابانية منذ عام 1920 وحتى الحرب العالمية الثانية عندما أعلن الاتحاد السوفيتي، بالاتفاق مع أمريكا، الحرب على اليابان، واحتل جزءا من الجزيرة الكورية.
2- انقسام لدولتين :
احتل السوفيت الأراضي الكورية من الشمال حتى خط العرض 38، وهو يمثل الحدود الحالية لكوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية، بينما احتلت القوات الأمريكية من خط 38 حتى نهاية حدود كوريا الجنوبية، جنوباً.
في عام 1948 تشكلت دولتان كوريتان، شمالية وجنوبية، لكن ظلت السيطرة السوفيتية الشيوعية في الجزء الشمالي، الذي رأسه كيم إل سونغ، والسيطرة الأمريكية على الجنوب الذي رأسه سينغمان ري.
3- أسباب الحرب :
كانت كل من الكوريتين تعلن أن لها الشرعية على شبه الجزيرة الكورية، وكان جيش كوريا الشمالية أكثر قوة، وفي يونيو 1950 عبر 75 ألف جندي من كوريا الشمالية حدودهم مع كوريا الجنوبية، محاولين احتلالها بدعم سوفيتي، وفر جنود كوريا الجنوبية، إلا أن تدخل أمريكا ودول أخرى أوقف الحرب.
4- تدخل أمريكي :
نجحت قوات أمريكية في دفع جنود الشمال للانسحاب لحدودهم، وتحولت الحرب من الدفاع عن أراضي كوريا الجنوبية، إلى الهجوم على كوريا الشمالية، حتى وصلت لحدود الصين، فتدخلت الصين، ما قلب موازين الحرب، واستمرت المناوشات لمدة سنتين.
5- نتائج الحرب :
بلغ عدد القتلى أكثر من 5 ملايين، معظمهم مدنيون، بالكوريتين، منهم نحو 40 ألف عسكري أمريكي، وأصيب أكثر من مائة ألف عسكري أمريكي، ولم يُتوصل لوقف للحرب، بل وُقعت هدنة، في يوليو 1953، سمحت بتبادل للأسرى، ونصّت على تحديد منطقة منزوعة السلاح، عرضها نحو ميلين، لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.