أوضح مختص بالصحة النفسية أن الأبحاث التي تربط بيئة العمل، بالقلق والأرق وحتّى المشاكل الجسدية، تزايدت في العقد الأخير.
وقال المختص فيصل الدسيماني لـ"أخبار 24" إن أحدث بحث نُشِر يبيّن أن العاملين في بيئة عمل سامّة نسبة تشخيصهم بالاكتئاب أعلى بثلاثة أضعاف من الفرد المتوسّط.
وكشف عن أن أقوى عامل في تقييم الفرد لصحّة بيئة عمله هو مديره، وأكثر السلوكيّات شيوعًا هو اختفاء الحدود في العلاقة، وكثيرًا ما يتضايق الموظّف من مدير لا يقدّر خصوصيّته، أو حدوده الأخلاقيّة أو المهنيّة، وهذا يُشعِل القلق والانزعاج اليوميّ للموظّف ويتطوّر لمشكلة أكبر مع الوقت.
وأكد أنه إذا كُنت ضحيةً لبيئة عمل سامّة، فإنه توجد تبعات سريعة وملحوظة، أهمهّا أن الفرد سيلاحظ تزايدًا في مقدار نقده الذاتيّ، لأنه عند عجزه عن التأقلم عادةً يلوم ذاته، ويحاول غريزيًا أن يوجّه نفسه إلى طرق أنسب للتعايش، والنقد الذاتيّ هذا يتحوّر إلى غضب وخمول، وأحيانًا يسبّب ما نسمّيه بـ"الاحتراق الوظيفيّ".
وأشار إلى أن البيئة الصحيّة لا تكتفي بالحفاظ على صحّة موظّفيها النفسيّة فقط، بل حتمًا ستحسّنها، وأفضل وسيلة إلى ذلك هي تحديد توقّعات واضحة ومعقولة من الموظّف قابلة للتحقيق، مثل مراعاة ظروفه واحترام خصوصيته، بالإضافة إلى إشعاره بالامتنان والتقدير عند إتمام مهامه، والتطور في عمله من حيث المنصب والخبرة.