كشف كتاب "صعود وسقوط أسامة بن لادن"، والذي صدر مؤخرًا، كيفية رصد زعيم تنظيم القاعدة الذي تمت تصفيته في 2011 بعد شن غارة أمريكية على مخبئه في أبوت آباد بباكستان.
وأوضح الكتاب أن القوات الأمريكية تمكنت من الوصول لمكان اختباء "بن لادن" بواسطة "حبل غسيل"، حيث روى أنه طلب من حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبدالحميد في عام 2004، شراء بعض الأراضي له وإحضار مهندس معماري لبناء حصن كبير، يكون بمثابة بيت لأسرة "بن لادن"، والتي كانت تضم 3 زوجات و8 أطفال صغار و4 أحفاد، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام.
وذكر الكتاب أن إبراهيم بدأ بالفعل بناء منزل "بن لادن"، المكون من 3 طوابق، من بينها طابق خاص بزعيم تنظيم القاعدة يحتوي على غرفة نوم وحمام وشرفة، وبالفعل بدأ أفراد الأسرة في الانتقال إلى المنزل الجديد في 2005.
وبدا للسلطات الباكستانية أن إبراهيم هو المالك الرسمي للعقار، ولذلك أقامت أسرته داخل أسواره، وبالتحديد في منزل صغير ملحق بالمنزل الكبير، إلا أن عام 2010، انتابت ضابط تابع للمخابرات الباكستانية شكوك تجاه صغرى زوجات "بن لادن" أمل الصداح، والتي ذهبت لتلد بأوراق مزورة وتظاهرت بالصمم لتجنب الرد على أسئلة الأطباء.
وأخبر ضابط المخابرات الباكستاني وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والتي ذهبت إلى موقع المنزل، لتعثر على بعض الأمور التي استدعت شكوكها، أبرزها عدم وجود خطوط هاتفية أو خدمة إنترنت بالمنزل، واحتواؤه على عدد قليل من النوافذ، بالإضافة إلى إحاطة الشرفة العلوية بجدار عالٍ من جميع الجوانب.
وأشار الكتاب إلى أن حبل الغسيل كان هو العامل الحاسم في شكوك الوكالة الأمريكية الاستخباراتية، حيث احتوى الحبل على ملابس تخص رجلًا واحدًا بالغًا فقط، بالإضافة إلى ملابس نسائية وأطفال كثيرة، وهي كميات أكبر مما تحتاجه أسرة الحارس الشخصي "لابن لادن"، بل وتتناسب مع عدد أفراد أسرة زعيم تنظيم القاعدة.
وبنهاية عام 2010، وضعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ملف هذه الأدلة على مكتب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والذي أظهر اقتناعًا شديدًا بها، ليأمر بالتخطيط لمداهمة هذا المخبأ، وهو ما تم فعليًا في 1 مايو 2011.