يعتقد بعض الآباء أن الصراخ على الطفل يُساعد في حل المشاكل ويمنع الطفل من التصرّف بسوء في المستقبل، غير أن هذا الاعتقاد غير صحيح، إذ يخلق الصراخ المزيد من المشاكل على المدى البعيد.
ويرى اختصاصيو العلاج النفسي أن الصراخ بوجه الأطفال هو رد فعل أو استجابة عنيفة دون تفكير، تجاه سلوك معين قام به الطفل، وقد يكون استجابة لضغوطات الحياة الكبيرة على الوالدين.
تأثيره على الطفل
أثبتت الدراسات أن الطفل يتأثر بالحالة المزاجية للوالدين، وعند الصراخ يصبح الطفل مرعوبا، ما يؤثر سلباً على سلوكيات الطفل وتكوينه النفسي وثقته بنفسه، وعلى حالته النفسية في المستقبل، فتصبح ردود فعل الطفل عدوانية.
وقد يلجأ الطفل إلى التكسير والضـرب واللامبالاة والإهمال، كما يؤثر الصراخ على الجانب المعرفي والإدراكي للطفل، من عدم التركيز وقلة الاهتمام وضعف الرغبة في الدراسة.
ولا يقتصر تأثير الصراخ على الصعيد النفسي فقط، بل يُمكن أن يتعدّى إلى مشاكل جسديّة؛ مثل التوتر، وقد يلازمه ذلك الشعور حتى في الكبر، كما قد يتسبب الصراخ في الصداع ومشاكل في الظهر والرقبة والتهاب المفاصل، نتيجة التوتر.
ما يجب على الوالدين فعله
يشير الاختصاصيون إلى أن سلوك الوالدين يؤثر على تربية الطفل فهو يعتبرهم قدوة؛ لذلك يجب أن تتصف تصرفاتهم بالاتزان والهدوء والتعامل بشكل سوي مع المواقف والمشاكل، فالطفل يتعلم أسلوب الحياة من الوالدين، فيجب أن يتعلم منهم الهدوء والصبر بدلا من الصراخ والعصبية.
ويجب على الوالدين ضبط النفس والبعد عن الغضب وتوضيح الخطأ الذي قام به ابنهم وشرح نتائجه، مع إشعار الطفل بحبهم له، وعدم السخرية أو الاستهزاء من سلوكه مهما كان، كما يجب أن يدركوا أن الصراخ نوع من أنواع المعاملة السيئة للطفل.
الاعتذار من الطفل وطلب العفو منه، وإخباره بأن الصراخ لم يكن مقصودًا، إضافة إلى البحث عن الأسباب والضغوطات الأخرى التي تدفع الوالدين إلى الصراخ، والتدرّب على ضبط النفس، والتفكير قبل أي تصرف.
قبل البدء بالصراخ يجب إعطاء الطفل تنبيها، مثل تذكيره بموعد النوم أو وقت انتهاء اللعب، ومحاورة الطفل والحديث معه؛ لأن الصراخ لا يعتبر أسلوبا للتواصل.
وأخيرا، فإن بناء طفل سوي يكون من خلال الصوت المنخفض أثناء التعامل والتواصل، بحيث يكون المنزل مكانا للاستقرار النفسي، واستخدام الوالدين لكلمات محببة لتعزيز نفسية الطفل وتنشئته بشكل سليم وصحي.