تحدث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ فيصل غزاوي، في خطبة اليوم (الجمعة)، عن سمات المسلم الصادق، مبيناً أن للمسلم الصادق سماتٍ رائدة وخصائصَ فريدة تميزه عن غيره وتتوافق مع فطرته السوية.
وقال الشيخ فيصل إن تلك السمات تمثلت في أبهى صورها وأكمل معانيها في مجتمع الجيل الأول من سلف هذه الأمة الذين تمسكوا بدين الله واستقاموا كما أمروا وثبتوا على الحق فأفلحوا ونجحوا وسادوا وشادوا، مبينا أن المسلم إذا فقد اعتزازه بدين الله ضعفت إرادته وخارت قواه وشعر بالنقص والضعف والانهزام النفسي وقد ينساق مقلدا متشبها دون تمييز ولا بصيرة.
وأضاف أن من سمات المسلم تعظيم شعائر الله في النفس وعدمُ انتهاك الحرمات وعدم الاستهانة بما شرع الله فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، مشيراً إلى أن من أعظم سمات المسلم: توحيده لله وإقراره بربوبيته فلا يشوب عقيدتَه شيء من الشرك والأباطيل والبدع والخرافات، بل قلبه معلق بربه متوكل عليه، فلا يأتي شيئا يخالف منهج التوحيد ولا يرتكب أمرا ينافي الاعتقاد الصحيح وهو حذر فطن لا يرضى ما يفسد عقيدته ويلوث فطرته.
وأفاد بأنه من باب ما يلزم المسلم لأخيه من النصيحة والشفقة عليه، وحرصا على حماية جناب التوحيد، وسدا لكل طريق موصل إلى الشرك، وتحذيرا من الوقوع في الانحراف العقدي بشتى أنواعه وصوره، والتحذير من الاغترار بالمشعوذين والدجالين والأفاكين، مبيناً أنه لا عذر لمن يتعاطى مثل تلك الأسباب غير المأذون فيها شرعا بقصد العلاج، كما أن تعليق ما يكون على شكل التمائم وصورها مما يتخذ للزينة والجمال وإن لم يُقصد بلبسه الاعتقادُ الفاسد محرم لأن فيه مشابهةً لمن يلبسها اعتقادا.
وتحدث عن تزود المسلم بالعلم النافع، فكلما ازداد العبد علما بالله كان أكثر صلة به وأقوى إيمانا وأصلب عقيدة وأبعد عن الشكوك والوساوس والأوهام، إضافة إلى الثبات على الدين فلا ينقلب على عقبيه ولا يغير ولا يبدل شيئا مما عاهد الله عليه، بل يوفِي بعهده أكمل وفاء، مبيناً أن علامة القبول فيها ثبات المؤمن على دوام المسارعة إلى مرضاة الله بجليل الطاعات وعظيم القربات واغتنام الفرص والأوقات والتعرض للنفحات.
وفي المدينة المنورة، بيّن إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم، أن الساعات تمر وتنقضي الأعوام وتطوى مراحل من حياتنا ويقف المرء مشدوها أمام سرعة الأيام وتقارب الزمان وتلاحق الأحوال وتلاحم الأحداث وانقضاء الأعمار.
وأوضح الشيخ الثبيتي أن النصوص الشرعية تؤكد حقيقة لا تخفى على كل مسلم، وهي أن قوله مكتوب وفعله مرصود وسره معلوم ونجواه مسموعة، كل ذلك مدون في صحيفة كل مكلف التي ترسمها أعماله وتخطها سيرته ويتحمل مسؤوليتها، تحصي الأعمال كل وقت وآن لا تأخير فيها ولا تأجيل، عمل دؤوب ورصد دقيق ترفع صحائف كل يوم قبل مجيء ليله وعمل الليل قبل شروق شمس النهار.
وأوصى بأنه على المسلم العاقل ألا يسترسل مع الذنوب والمعاصي ويتساهل بحجة ما ورد من أحاديث الرجاء، فإنه لا يضمن تكفير الخطايا وقد يقوم مانع يمنع من تكفير السيئات، وأن الناجي هو الذي يسلك حالة الاتزان بين الخوف والرجاء يكثر من الأعمال الصالحة ويحسن الظن بربه ويكون على حذر من الكبائر ولا يحتقر الصغائر.