يُعتبر هبوط طائرة ركاب بريطانية في الكويت أثناء الغزو العراقي حدثاً غامضاً، مع ادعاءات بأن الحكومة البريطانية استخدمت الرحلة لأهداف أمنية، لكن الأمر انتهى بأسر الطاقم والركاب في العراق، ومعاناتهم على مدى 5 أشهر.
ومكث الركاب والطاقم لدى القوات العراقية رهائن، بعد أن دمر الجيش العراقي الطائرة، عقب إنزال الركاب منها، ومع ذكرى الغزو صدر كتاب بعنوان "حصان طروادة" لمؤلف بريطاني، ذكّر الناس بالواقعة، وسط مطالبات الرهائن بتفسير من حكومتهم.
نستعرض هنا الأحداث التي وقعت تلك الليلة للطائرة والركاب فجر يوم 2 أغسطس 1990م في بداية الغزو العراقي للكويت.
كانت رحلة الخطوط الجوية البريطانية رقم 149 قد غادرت لندن مساء يوم 1 أغسطس 1990م، متجهة إلى كوالالمبور، على أن تتوقف ترانزيت بالكويت، وبالفعل هبطت في مطار الكويت يوم 2 أغسطس، وكانت الطائرة الوحيدة، حيث غيّرت بقية الرحلات مساراتها.
ويروي مدير طاقم الخدمة على متن الطائرة، كلايف إيرثي، أن رجلاً بريطانياً بالزي العسكري استقبل الطائرة عند الهبوط في مطار الكويت، وقال إنه حضر للقاء 10 أشخاص على متن الرحلة، واستدعاهم ثم غادروا الطائرة ولم يرَهم أحد بعد ذلك.
وأضاف أن باقي الركاب تُركوا رجالا ونساء وأطفالا مع الطاقم لوقت متأخر، متهماً الحكومة البريطانية بمسؤوليتها عمّا حدث لاحقاً، حيث أخذ العراقيون الركاب والطاقم رهائن، وأفرجوا عن بعضهم، بينما تعرض آخرون لمعاملة سيئة وانتهاكات.
وذكرت وسائل إعلام استخدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الرهائن دروعاً بشرية، حيث وُزعوا في مرافق حيوية، في محاولة لحمايتها من قصف القوات الغربية، وظهر معهم الرئيس في لقاء دعائي، ثم أطلق سراح الرهائن جميعا بعد 5 أشهر.
وبيّن الدبلوماسي السابق بسفارة الكويت أنتوني بيس، والذي عمل هناك عام 1988، أنه يعتقد أن الحكومة البريطانية استخدمت الرحلة والركاب لتوصيل مسؤوليها إلى الكويت على أن تغادر الطائرة مباشرة إلى وجهتها، ولم تكن تتوقع أن يقع المطار في يد الجيش العراقي سريعا.
وأيده المؤلف ستيفن ديفيز، مؤلف كتاب "حصان طروادة"، الذي أجرى مقابلات مع عدد من الأشخاص، ويعتقد أن المهمة كانت زرع فريق من القوات الخاصة في الكويت للرقابة وجمع معلومات لجهاز الاستخبارات البريطانية، وأن المسؤولين في الجهاز فوجئوا بسيطرة العراقيين على المطار بسرعة.
وردا على استفسارات عديدة أشارت وزارة الدفاع البريطانية، التي قيل إنها اشترت تذاكر العملاء الذين سافروا للكويت، إلى بيان سابق في مجلس العموم ورد فيه أن الحكومة البريطانية أكدت بوضوح عام 2007 أنها لم تستغل الرحلة بأي شكل من الأشكال.
وقالت إحدى الراكبات، وتُدعى جيني جيل، إنها كانت تجلس في مؤخرة الطائرة مع شقيقتها، وعند الهبوط لم يكن هناك موظفون ولا طائرات في المطار، باستثناء طائرة كويتية، وإنها سمعت أصوات انفجارات، وتطلب مع ركاب آخرين أن تعترف الحكومة البريطانية بمسؤوليتها في هذه الحادثة.