في عام 1981، بدأت مسرحية " أهلا يا دكتور"، بطولة سمير غانم وجورج سيدهم، ووجه نسائي جديد، كان رقيقًا وخفيف الحضور، عرفناها منذ ذلك الوقت بـ"دلال عبد العزيز".
لم تكن المسرحية هي بداية مشوار دلال الفني فقط، بل كانت بداية لمشوار حياتي أيضًا، ففي المسرحية أخذت دلال بالبطل الأسمر "سمير"، ووقعت في حبه، وانجذب البطل إلى الوجه الجديد القادم من محافظة الشرقية المصرية.
كان عمر دلال خلال تقديمها لهذه المسرحية 21 عامًا تقريبًا، فقد وُلدت في عام 1961، وعمر سمير يتجاوز الـ41 عامًا، ورغم انجذابه لها فإنه أعلنها صراحة: "لا زواج بفتاة تصغرني بـ20 عامًا، من سيربي أطفالنا إن جاءوا؟".
لم تقتنع دلال بهذا السبب، وأجابت إجابة بسيطة جدًا: "أنت"، ودافعت عن هذا الحب وهذه الزيجة بكل ما تملك، حتى أتمتها وأثمرت عن فنانتين تصنعان الكوميديا بالوراثة والموهبة الذاتية منذ سنين على الشاشات العربية، هما دنيا وإيمي سمير غانم.
الزواج
بعد 3 سنوات من عرض أهلا يا دكتور، كانت دلال تحضّر نفسها لزواج اختارته سيدوم 37 عامًا، وكان سمير يعد نفسه للزوجة الثالثة بعد الزواج بصومالية لـشهرين، سبقتها مصرية لمدة أسبوع، وهو يتساءل كم ستدوم هذه الزيجة الثالثة.
شهد الثنائي عقب زواجهما الكثير من المواقف الكوميدية الطريفة، التي روياها حين أصبحا جدين خلال البرامج الحوارية، فدلال لا تعرف الطبخ كثيرًا، واعتادت سؤال صديقتيها الفنانتين ميرفت أمين ورجاء الجداوي عن وصفات الملوخية المصرية والمحشي، وسمير لا يجلب الهدايا في أعياد الميلاد.
الدراسة
ربما كانت دلال من الذين لا يقنعون بالاعتياد في الفن والزواج، وكذلك في الدراسة، فحصلت على بكالوريوس من كلية الزراعة جامعة الزقازيق، وحصلت على بكالوريوس من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كما حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من كلية الآداب جامعة القاهرة، وحصلت على دبلوم في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.
الأعمال الفنية
بدأت دلال تتلمس خطاها الفنية منذ عام 1980، بالمتهم، ثم نهاية رجل تزوج 1983، ثم يا رب ولد، وحادي بادي، وبيت القاضي في عام 1984، وفي عام 1985 بصمات فوق الماء، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والثمن غالي، وغيرها من الأعمال التي كان آخرها من الأفلام "أعز الولد"، ومسلسل ملوك الجدعنة، على شاشة التليفزيون في رمضان الماضي.
ولعل من أشهر أعمال دلال الفنية، العمل المسرحي جوازة طلياني، المعرّب عن الإيطالية وشاركت فيه البطولة الفنان المصري يحيى الفخراني، والمسرحية الكوميدية أخويا هايص وأنا لايص، التي شاركت فيها البطولة زوجها الراحل سمير غانم.
إلا أن دلال برعت مؤخرًا في تقديم صورة للأم المصرية في عدة أعمال درامية تليفزيونية وسينمائية، كدورها في المسلسل المصري سابع جار، ودورها كضيفة شرف في فيلم قلب أمه، ولا يمكن الالتفات عن دور نعمة في مسلسل حديث الصباح والمساء عن رائعة نجيب محفوظ التي حملت الاسم نفسه.
كذلك أدوارها في مبروك وبلبل، وللعدالة وجوه كثيرة، وليالي الحلمية، وفوازير فطوطة، وألف ليلة وليلة، المسلسلات الإذاعية يا أنا يا أنت، ومناقرة حرة، وغيرها.
نهاية الرحلة
في 30 أبريل 2021، أُعلنَ عن نقل دلال عبد العزيز وزوجها الفنان سمير غانم إلى المستشفى نتيجة إصابتهما بمرض فيروس كورونا، ثم أعلن عن وفاة سمير غانم، متأثرا بتداعيات الإصابة بفيروس كورونا، عن عمر ناهز 84 عاما، في شهر مايو 2021، وبعده بثلاثة أشهر توفيت دلال عبد العزيز بعد صراع طويل مع المرض في 7 أغسطس 2021.
توفيت دلال وهي لا تعلم بوفاة زوجها، الذي ظلت تبادله الرسائل حتى الأيام الأخيرة من حياتها، أثناء اللحظات التي شهدت استقرار حالتها الصحية، قائلة إن أكثر ما يؤلمها ليس المرض، ولكن الألم الذي يشعر به سمير من نفس المرض.
