"كنت أتكلم في موضوعات تخص الناس بلهجتهم"، جملة يصف بها عميد الدراما السعودية محمد حمزة مجمل أعماله. يكتب ويمثل ويدقق اللهجة للممثلين الذين استقطبهم من بلدان عربية عدة ليؤدوا الأدوار، في مطلع الثمانينات، فيسجل أهدافًا للاعب فني، كما كان في البداية لاعب كرة قدم.
وُلد سيد الدراما الحجازية في منطقة زقاق الطيار بالمدينة المنورة، ثم انتقل لمدينة جدة، وعمل في بداياته موظفا في الطيران المدني، ولاعبا مهاجما في ناديي الوحدة والأهلي، ويبدو أن حمزة اتخذ من مركزه في الكرة مركزًا في الحياة، فكان مهاجمًا صبورًا يحرز الأهداف ويعرف متى يتوقف عن لمس الكرة.
في السبعينات استهل حمزة عمله كمذيع بالإذاعة والتليفزيون في السعودية، إلا أن مركز المذيع كان بمثابة مدافع في عقل حمزة، فقرر التمرد، وبدأ في الكتابة والتأليف، ليكون بعدها ممثلًا وشريكًا في أعمال خلّدت الدراما السعودية.
"أصابع الزمن بتلعب في القلوب"، يرددها عبادي الجوهر في صوت شجي، لتعلن في الثمانينات عن محمد حمزة بطلًا ومؤلفًا لدراما سعودية، تحقق حلم الوحدة والتكامل العربي، فيمزج التتر بين نجوم مصر في ذلك الوقت نسرين ومديحة كامل وأحمد عبد الوارث، ونظرائهم من تونس والإمارات العربية، وغيرها من بلدان العرب.
وأنطق حمزة جميع شخصياته باللهجة السعودية، كي تناقش أعماله كما قال ما يهم المواطن السعودي، ويشرك بها أبناءه وائل ولؤي وحمزة، لتكون عائلة فنية كما في المنزل هي على الشاشات.
في نهاية الثمانينات، اتجه حمزة للإنتاج التليفزيوني إلى جانب التمثيل والكتابة، بدءًا بمسلسل ليلة هروب، كما اشترك في عدد من الأعمال، منها سهرة وفاء الحب وعذاب الصمت والزفاف، واختتم مسيرته الفنية بمسلسل أهل البلد.
ولم تكن المسيرة الفنية لتختتم بعيدًا عن لون التراجيديا الذي أدخله للفن السعودي، فبعد كسر في الحوض، ولخطأ طبي لم يستطِع حمزة مغادرة كرسيه المتحرك، وهو الأمر الذي كان يبكيه على الأحلام التي لم ينفذها بعد.