علق رئيس الاستخبارات السابق، الأمير تركي الفيصل، على الأحداث التي شهدتها أفغانستان، مؤخرًا، وسيطرة طالبان عليها بعد فرار رئيسها السابق أشرف غني.
وأكد، خلال حديثه لمحطة "سي إن بي سي"، أنه لم يتفاجأ بما حدث في أفغانستان، مرجعا سبب ذلك إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عقد قرب نهاية فترة ولايته اتفاقا مع حركة طالبان، لذا كان حتميًا أن تخسر الحكومة الأفغانية شرعيتها، وأن تصبح حركة طالبان خلفا لها.
وتابع: "الأمر الذي فاجأني بالفعل هو كيف تم الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ولا أعلم ما الكلمة المناسبة لوصف هذا الموقف، هل أقول عدم كفاءة أو لا مبالاة، أو سوء إدارة، لقد كان خليطا من كل هذه الأمور، بينما كان لدى الإدارة الأمريكية خبرة ووقت أكبر للاستعداد للانسحاب".
وأبدى قلقه من أن تقع الأسلحة الأمريكية التي تم تسليح الجيش الأفغاني بها في أيدي جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة المتحالف مع طالبان، لافتا إلى أن القاعدة نفذت أول هجوم إرهابي لها ضد المملكة قبل أي دولة أخرى في عام 1995م، أي قبل استهدافهم للسفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام، أو التسبب في كارثة 11 سبتمبر في نيويورك.
ولفت إلى أن سفراء الدول القريبة من أفغانستان مثل باكستان وروسيا والصين وإيران لا يزالون في كابول، كما يدلون بتصريحات حول العلاقات المستقبلية مع طالبان، مضيفا أن أكثر ما أثار اهتمامه بشأن هذه التصريحات كان أن هذه الدول الأربعة قالت إنها تنتظر قيام إدارة طالبان قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة بشأن الانخراط معهم.
ولفت إلى أن كل دولة لديها مصالحها الخاصة مع أفغانستان، وأن أحد المتحدثين الإيرانيين صرح -قبل سقوط الحكومة وعندما كانت طالبان تقترب من كابول- بأنهم سيكونون سعداء بإرسال المليشيات الأفغانية من سوريا لمساعدة الحكومة ضد طالبان، إلا أن حكومة "أشرف غني" في كابول رفضت هذه التصريحات، واعتبرته تدخلا في شؤونها الداخلية.
وأضاف أن هذا الموقف يؤكد أن لإيران نوعا من التأثير في أفغانستان، لافتا إلى أن باكستان كانت داعمة رئيسية لحركة طالبان، وحاولوا التعامل مع حكومة "غني" لكن لم يدم ذلك طويلا، أما الصين وروسيا فاستقبلتا ممثل طالبان قبل سقوط "كابول"، مرجحا أن هناك أمرا ما يحدث بين هذه الدول الأربعة وحركة طالبان بشأن الاتجاه الذي سيذهبون إليه في المستقبل.