اكتشف فريق جراحة الجهاز الهضمي بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، إحدى المنشآت التابعة لمجموعة (في بي اس) للرعاية الصحية، خلال إجراء جراحة لاستئصال كتلة في بطن إماراتية تبلغ من العمر 20 عاما، أن هذه الكتلة هي طحال ثانٍ غير الرئيسي، وهذا بعد ما قرر عدد من الأطباء في عدد من المنشآت الطبية في وقت سابق أن هذه الكتلة ما هي إلا ورم سرطاني يجب استئصاله.
وتعد حالة المواطنة رايه عبدالله راشد الزيودي من الحالات نادرة الحدوث، حيث كان حجم الطحال كبير جدا مقارنة بالحالات المشابهة التي حدثت في العالم وعددها بالمجمل لا يزيد عن 30 حالة، فعادة في مثل هذه الحالات حول العالم يكون حجم الطحال الثاني لا يزيد عن 5 سنتيميتر لكن إضافة إلى ندرة هذه الحالة فإن حجمه كان يزيد عن 10 سنتيميتر ما جعلها أول حالة على مستوى الدولة وعلى مستوى العالم من حيث حجم الطحال الثاني، كما أن مكان الطحال الثاني الواقع خلف تجويف البطن والبعيد عن الطحال الأصلي واتصاله بعدة شرايين واوردة جعل الحالة أكثر ندرة وتعقيدا خصوصا مع استخدام تكنولوجيا حديثة تسمى بتقنية ثقب المفتاح.
وقال الدكتور علي أيوب استشاري الجهاز الهضمي ورئيس القسم في المدينة الطبية الذي أجرى الجراحة:«كانت المريضة تعاني من آلام في البطن ونقص في الوزن وغثيان منذ عدة أشهر، وتوجهت إلى عدة مستشفيات في الدولة لكن لم تكن الفحوصات والتحاليل تعطي أي مؤشرات غير طبيعية، وعندما تم استقبالها في مدينة برجيل الطبية قمنا ببعض الفحوصات اللازمة والأشعة المقطعية على البطن التي أظهرت وجود كتلة كبيرة في الجهة اليسرى من أعلى البطن خلف القولون بالقرب من الكلية اليسرى والبنكرياس والشريان الأورطي، لقد كان لدي شعور قوي أن هذه الحالة هي نادرة وأنها ليست ورما سرطانيا بسبب موقع الكتلة وذلك بحسب خبراتي في هذا المجال وقراءاتي العديدة، ولتحديد الإجراء الطبي المناسب قمنا بمناقشة حالة المريضة خلال اجتماع الفريق الطبي متعدد التخصصات ويضمن أطباء المسالك البولية والجراحة العامة، وأطباء الأورام بقيادة الدكتور سدير الراوي وتقرر خلاله إزالة الكتلة عن طريق الجراحة".
وأكد عقب العملية الجراحية التي استغرقت 9 ساعات متواصلة بواسطة الجراحة التنظيرية بتقنية ثقب المفتاح وهي تقنية متطورة يتم تنفيذها عبر ثقوب صغيرة في البطن تمتاز بتسريع عملية التعافي للمريض، أن المريضة ولدت بطحالين وهذا امر نادر الحدوث، موضحا أنه لم يحدث للمريض أي ضرر للكلى أو الأوعية الدموية، وغادرت المستشفى في اليوم الرابع من الجراحة من المستشفى في اليوم الرابع بعد العملية.
ولفت إلى أنه بعد العملية أصر على إرسال الكتلة لمختبر علم الأمراض للتحقق من الشكوك التي كانت تراوده بخصوصها، وقد كشف التقرير أن الكتلة هي طحال إضافي، مؤكدا أنه لا يمكن إجراء جراحات ثقب المفتاح المتقدمة مع هذا النوع من الحالات إلا عندما تتوفر الخبرة والعمل الجماعي والتقنيات المتطورة معًا كما هو الحال في مدينة برجيل الطبية.
من جهتها، قالت المريضة وهي طالبة في السنة الجامعية الأولى: «لم أكن أعلم بحالتي مسبقا ولم أكن اتخيل أنني احمل في جسمي طحالين، فلم أشعر طوال حياتي بشيء غير طبيعي حتى الفترة الأخيرة قبيل الجراحة التي بدأت خلالها اشعر بالغثيان والام بالمعدة ومنطقة البطن، وخلال أسبوعين فقدت 10 كيلجرام من وزني لأن ما كنت اشعر به من الألم منعني من تناول الطعام، وراجعت احد المستشفيات التي اخبرتني بانه ورم نادر ويجب استئصاله، لكنني فضلت أخد اكثر من رأي طبي من كذا منشأه وعدم التسرع وبفضل الله والفريق الطبي المتخصص في مدينة برجيل الطبية، تم اجراء الجراحة وغادرت المستشفى في أقل من أسبوع وزالت عقبها جميع الامي وعدت لممارسة حياتي الطبيعية كأن شيئا لم يكن».