شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن نهر النيل هو شريان الوجود الوحيد لبلاده وأن سياسة فرض الأمر الواقع باتت تنذر بتهديد واسع لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وقال السيسي، في كلمة عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الثلاثاء، إن مصر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بواقعها الأفريقي، الذي تعتز به كثيراً والذي لا يرتبط فقط بموقعها الجغرافي بل يتصل أيضاً عضوياً بوجودها، مشيراً إلى أن تحقيق التعاون بين دول القارة لن يأتي من خلال تحديد طرف واحد لمتطلبات طرف آخر وإنما يتعين أن تكون تلك العملية متبادلة.
أكثر الدول جفافاً
كما أضاف أن مصر تعترف بحقوق أشقائها التنموية رغم أنها تعد من أكثر الدول جفافاً ويظل شعبها تحت حد الفقر المائي.
وأكد أن نهر النيل يشكل شريان وجود بلاده الوحيد عبر التاريخ، وهو ما يفسر القلق العارم، الذى يعتري المواطن المصري إزاء سد النهضة الإثيوبي.
إلى ذلك لفت السيسي إلى أن الجميع يعلم ما آلت إليه المفاوضات الدائرة منذ عقد من الزمن بين مصر وإثيوبيا والسودان جراء تعنت معلوم ورفض غير مبرر للتعاطي بإيجابية مع العملية التفاوضية في مراحلها المتعاقبة واختيار للمنهج الأحادي وسياسة فرض الأمر الواقع، ما بات ينذر بتهديد واسع لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
اتفاق شامل متوازن
وأوضح أنه لعدم تطور الأمر إلى تهديد للسلم والأمن الدوليين لجأت مصر إلى مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في هذا الملف ودعم وتعزيز جهود الوساطة الأفريقية عن طريق دور فاعل للمراقبين من الأمم المتحدة والدول الصديقة.
كما أكد السيسي أن مصر لا تزال تتمسك بالتوصل فى أسرع وقت ممكن لاتفاق شامل متوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وقال إن هذا الأمر مهم حفاظاً على وجود 150 مليون مواطن مصري وسوداني وتلافياً لإلحاق أضرار جسيمة بمقدرات شعبي البلدين، "مستندين فى ذلك ليس فقط لقيم الإنصاف والمنطق ولكن أيضاً إلى أرضية قانونية دولية صلبة رسخت لمبدأ الاستخدام العادل والمنصف للموارد المائية المشتركة في أحواض الأنهار الدولية".
القضية الفلسطينية
من جانب آخر، تطرق السيسي إلى القضية الفلسطينية، قائلاً إن مصر أكدت مراراً أنه لا سبيل لاستقرار الشرق الأوسط دون التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية.
كما أضاف أن مصر تؤكد أهمية تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 20 مايو 2021، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية له. وحث الأطراف المانحة على دعم وكالة "الأونروا" تمهيداً للقيام بعملية إعادة الإعمار فى قطاع غزة.