لم تكن رحلة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لتوحيد بلاد وإمارات شبه الجزيرة العربية وتأسيس المملكة العربية السعودية مفروشة بالورود، بل إن الملك المؤسس خاض العشرات من المعارك من أجل تحقيق هذا الهدف.
ولم تتوقف معارك الملك عبدالعزيز عند دخوله الرياض وسيطرته عليها، حيث تواصلت المعارك لنحو 30 عاماً، سقط خلاها العديد من القتلى وشهدت تحالفات وحالات تمرد، حتى انتهت بتوحيد البلاد وإعلان تأسيس المملكة العربية السعودية.
وفيما يلي أبرز المعارك التي خاضها الملك عبدالعزيز في سبيل توحيد المملكة:
معركة الرياض - (1319هـ - 1902م)
وقعت في الخامس من شهر شوال عام 1319 هـ، في قلعة المصمك التي كانت تحيط بالرياض وقتها، معارك بين الملك عبدالعزيز وآل رشيد، وانتهت بانتصار الملك عبدالعزيز وضم الرياض التي بدأت منها رحلة التوحيد والتأسيس.
معركة الدلم - (1320هـ - 1903) تواجه في هذه المعركة الملك عبدالعزيز بجيشه مع قوات إمارة جبل شمّر بقيادة عبدالعزيز بن متعب آل رشيد، وانتصر فيها الملك المؤسس وكان من نتائجها تثبيت الحكم السعودي على جنوب الرياض.
معركة البكيرية - (1322هـ - 1904م) اندلعت المعركة بين قوات الملك المؤسس من جهة وقوات ابن رشيد والدولة العثمانية من جهة أخرى، وكانت حامية الوطيس سقط فيها أكثر من ألفي قتيل وانتهت بهزيمة ابن رشيد والعثمانيين وتوسيع الملك عبدالعزيز نطاق سيطرته على نجد.
معركة الشنانة - (1322هـ - 1904م) كانت معركة فاصلة في المواجهات بين الملك عبدالعزيز وآل رشيد، دعم فيها أهل الشنانة المؤسس لتكون قاصمة الظهر لابن رشيد، الذي فضَّل الانسحاب بعد هرب القوات العثمانية، وعاد لحائل تاركاً خلفه الكثير من الذخائر والسـلاح والأموال، حيث ظلت القوات تحمل الصناديق العثمانية إلى بريدة طيلة 10 أيام.
معركة روضة مهنا - (1324هـ - 1906م) دعمت الدولة العثمانية عبدالعزيز بن متعب آل رشيد في هذه المعركة بـ200 جندي، لكنها انتهت بانتصار الملك عبدالعزيز ومقتَل ابن رشيد، وسُمح للحامية العثمانية بالانسحاب مقابل تسليم سلاحهم، وكان من نتائج المعركة إعلان السيطرة الكاملة على القصيم.
معركة ضم الأحساء - (1331هـ - 1913م) نجح الملك عبدالعزيز في هذه المعركة في إنهاء الوجود العثماني في الأحساء وضمها إلى الدولة السعودية، كما أخذ البيعة من أهل الأحساء، ومن بينهم المفتي عبداللطيف الملا الذي أقنع قائد الحامية العثمانية بالتسليم والرحيل عن البلاد، وسُمح للجنود الأتراك بالرحيل حاملين سلاحهم.
معركة جراب - (1333هـ - 1915م) خاضها الملك المؤسس ضد سعود بن عبدالعزيز آل رشيد، الذي تولى إمارة شمّر خلفاً لأبيه، وحدثت عند ماء جراب شمال مدينة المجمعة، ومالت فيها الكفة لابن رشيد بعد تلقيه دعماً من الدولة العثمانية.
معركة تربة - (1337هـ - 1919م) حدثت هذه المعركة ضد قوات الشريف الحسين حاكم الحجاز، الذي تلقى دعماً من بريطانيا، لكنه مُني بهزيمة ساحقة وسقط من جيشه أكثر من 5 آلاف مقاتل، وكان لها تأثير كبير على موقفه بين أتباعه وأضعفت جبهته في مواجهة الدولة السعودية، وكان من نتائجها اتخاذ قرار بمنع أهل نجد من أداء فريضة الحج ووقف التعامل مع التجار النجديين.
معركة حجلا - (1338هـ - 1920) وقعت عام 1338هـ بين الملك المؤسس، وإمارة عسير التي كانت تحت حكم آل عايض، ومالت فيها الكفة لصالح الملك عبدالعزيز، الذي اتفق مع آل عايض على ضم عسير للدولة السعودية.
معركة حرملة - (1339هـ - 1921) حدثت أواخر عام 1339 هـ بين الملك عبدالعزيز والأمير حسن بن علي بن عايض، وانتهت بانتصار الملك المؤسس وإعلان انضمام عسير نهائياَ إلى الحكم السعودي.
معركة النيصة - (1340هـ - 1921م) كانت الفصل الأخير في الصراع بين الملك المؤسس وآل رشيد، وحاصر فيها جيش المؤسس حائل لعدة أشهر حتى انتهى الأمر بتسليم المدينة ونهاية حكم آل رشيد بعدما خسروا آخر معاقلهم.
الحرب مع مملكة الحجاز - (1924م - 1925م) شهدت عدة معارك بين القوات التابعة للملك عبدالعزيز وقوات الشريف حسين رداً على منعه أهل نجد من أداء فريضة الحج، وانتهت الحرب بضم مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة إلى الحكم السعودي وإنهاء الحكم الهاشمي في الحجاز.
معركة السبلة - (1347هـ - 1929م) شهد هذا العام تمرداً من إخوان من أطاع الله ضد الملك عبدالعزيز، وفي فجر الـ30 من مارس 1929 شنّت قوات الملك المؤسس هجوماً على المتمردين في معركة السبلة (في روضة السبلة بين الأرطاوية والزلفي)، وانتهت بانتصار قوات الملك عبدالعزيز وإنهاء التمرد.
ضم جازان وإعلان توحيد البلاد - (1930م - 1932م) نجح الملك المؤسس في ضم جازان عام 1930م، لكنه واجه بعدها تمرداً، ليوجه جيشاً بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي الذي قضى على المتمردين، وكان هذا التمرد هو الفصل الأخير في معارك الملك عبدالعزيز في تأسيس البلاد، وإعلان اسم المملكة العربية السعودية عام 1932م.