استأنف الشرطي الأميركي السابق ديريك شوفين حكم السجن الذي صدر بحقه بتهمة قَتل الأميركي الأسود جورج فلويد عام 2020، وفقا لوثائق قضائية نشرت الخميس.
وانتشر مشهد مقتل فلويد وهو رجل أسود يبلغ 46 عاما، والذي التقطته شابة من المارة في أيار/مايو 2020 على نطاق واسع وأثار أكبر تظاهرات مطالبة بالعدالة العرقية في الولايات المتحدة منذ عقود.
واستأنف شوفين الذي حكم عليه في حزيران/يونيو بأكثر من 22 عاما في السجن لقتله فلويد بالجثو على رقبته لما يقرب من 10 دقائق، الإدانة ليل الخميس الجمعة أمام محكمة مقاطعة مينيسوتا، في اليوم الأخير الذي كان قادرا فيه على القيام بذلك.
وهو يتّهم الولاية بسلوك متحيز ويعدد مشكلات عدة مع هيئة المحلفين التي اختيرت للمحاكمة، من بين اعتراضات أخرى.
ويتهم الشرطي السابق المحكمة بـ"استغلال سلطتها التقديرية" عبر رفضها طلبات تعليق المحاكمة أو إرجائها ورفض عزل هيئة المحلفين طوال مدة المحاكمة.
وشوفين، وهو رجل أبيض يبلغ 45 عاما، صورّ وهو جاثيا على رقبة فلويد غير مبال بأنين الرجل الذي كان يحتضر ومناشدات المارة المصدومين.
وردد فلويد مرارا "لا أستطيع التنفس" قبل وفاته.
وسرعان ما انتشر فيديو للمشهد صوّرته شابة، وأثار احتجاجات عارمة في أنحاء العالم.
وعقب ذلك، نزل مئات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد وخارجها للمطالبة بوضع حد للعنصرية ووحشية الشرطة.
في 25 أيار/مايو 2020 في مدينة مينيابوليس، أراد شوفين توقيف فلويد على خلفية الاشتباه في استعماله ورقة 20 دولارا مزيفة لشراء سجائر، فثبّته مع ثلاثة من زملائه على الأرض بينما كان مقيّد اليدين، قبل أن يجثو على رقبته.
وبقي الشرطي على تلك الحال نحو عشر دقائق، حتى بعد أن فقد الأربعيني الوعي.
وفي المستندات المقدمة، قال شوفين إن ليس لديه دخل ولا تمثيل قانوني في عملية الاستئناف. والصندوق الذي أنشئ لدفع تكاليف فريق دفاعه أثناء المحاكمة أغلق بعد صدور الحكم.
لم يدل الشرطي السابق الذي كان حاضرا طوال الأسابيع الستة لمحاكمته، بشهادته، متذرعا بحقه بموجب التعديل الخامس للدستور بعدم الإدلاء بشهادته للدفاع عن نفسه.
وقال محاميه إن شوفين اتبع إجراءات الشرطة المعمول بها في ذلك الوقت وأن وفاة فلويد كانت بسبب مشكلات صحية تفاقمت بسبب تعاطيه المخدرات.
لكن في نهاية المحاكمة في نيسان/أبريل، احتاجت هيئة المحلفين إلى أقل من 10 ساعات لإدانة شوفين بِقتل فلويد.
وأدين شوفين بالتهم الثلاث التي وجهت إليه -- القتَل العمد من الدرجة الثانية والَقتل من الدرجة الثالثة والقتَل غير العمد من الدرجة الثانية.
كذلك، سيحاكم زملاؤه الثلاثة في آذار/مارس 2022 بتهمة "التواطؤ في القَتل" في محكمة بمينيسوتا.
وقوبل قرار الهيئة في 20 نيسان/أبريل بارتياح كبير في البلاد.
وكان كثر يخشون أن يؤدي حكم بالبراءة إلى اضطرابات أكثر سوءا، في حين أعرب آخرون عن قلقهم من أن يفلت شرطي أبيض مجددا من عقاب ما اعتبروه جريمة قتَل.
ووصف محامي عائلة فلويد الحكم بأنه خطوة "تاريخية" نحو المصالحة العرقية في الولايات المتحدة.
وكان شوفين يملك سجلا لاستخدام القوة المفرطة قبل أن يقِتل فلويد تحت ركبته.
في نهاية المحاكمة، قدم شوفين تعازيه لعائلة فلويد وقال "ستكون هناك معلومات أخرى في المستقبل وستكون ذات أهمية، وآمل بأن تمنحكم بعض راحة البال"، دون الخوض في التفاصيل.