تصاعد الخلاف بين فرنسا وبريطانيا خلال الأيام الماضية، حول الصيد البحري، في المياه الواقعة بينهما، بعد احتجاز السلطات الفرنسية مركب صيد بريطانياً كان يصيد في المياه الفرنسية، وطرد مركب آخر يعمل دون تصريح.
وفوجئ البريطانيون أمس الخميس بعناوين الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية التي بدت كما لو كانت فرنسا في حالة حرب مع بريطانيا بشأن صيد الأسماك، والكائنات البحرية.
نستعرض هنا تفاصيل الخلاف وما الذي أوصله لهذا الاحتقان بين الدولتين.
1- رغم أن وزيرة الشؤون البحرية الفرنسية أنيك جيراردان وصفت الأمر بأنه ليس حرباً، بل معركة فقط، إلا أن التغطية الإعلامية الفرنسية كانت عنيفة جداً، مع تهديد فرنسي بتأثر إمدادات الكهرباء الفرنسية لجزيرة جيرسي البريطانية بالنزاع الحالي.
2- ترى فرنسا أن بريطانيا رفضت منح تراخيص للسفن الفرنسية للصيد في المياه البريطانية، رغم النص على ذلك ضمن بنود حقوق الصيد في اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
3- ردت الحكومة البريطانية بأنها منحت، منذ بداية العام الجاري 2021م عدد 1673 تصريحاً بالصيد في مياهها الإقليمية لمراكب صيد أوروبية، منها 763 تصريحاً لمراكب فرنسية.
4- من جانبه هدد وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة الفرنسية كليمنت بون في مقابلة تلفزيونية، أن على بلاده الآن أن تتحدث بلغة القوة، إذ يبدو أن ذلك هو الأمر الوحيد الذي تفهمه الحكومة البريطانية الحالية.
5- السلطات الفرنسية شككت في تلك الأرقام، وقالت إنه صدرت تصاريح لـ 90% فقط من الطلبات الأوروبية، وأن الـ 10% المرفوضة هي لسفن فرنسية، وأن تلك السفن، تنتظر التصاريح منذ نحو 9 أشهر.
6- هددت فرنسا بفرض إجراءات عقابية على بريطانيا منها حظر دخول سفن الصيد البريطانية بعض موانئ فرنسا وتعزيز إجراءات التدقيق الجمركية والصحية على تلك السفن، وزيادة حملات التفتيش الأمنية عليها، وتعزيز قواعد فحص الشاحنات من وإلى بريطانيا.
7- قال متحدث الحكومة البريطانية إن التهديدات الفرنسية مبالغ فيها ومخيبة للآمال، وليست ما نتوقعه من حليف مقرب وشريك، وهي لا تتسق مع اتفاقية "بريكست" ولا مع القانون الدولي، وإذا نفذت فسنواجهها برد مناسب ومحسوب.
8- وعن مشكلة جيرسي يقول اتحاد الصيادين البريطانيين، إن المراكب الفرنسية تقوم بالصيد حول الجزيرة البريطانية أكثر مما تقوم مراكب بريطانية في مياه فرنسا، وكان النزاع حول حقوق الصيد في جيرسي أوشك على التحول لمواجهة في مايو الماضي، حينما أرسلت البحرية البريطانية فرقاطتين إلى سواحل جيرسي، فأرسلت فرنسا فرقاطتين أيضاً لحماية مواطنيها
9-جيرسي جزيرة بريطانية لكنها قريبة جداً من ساحل غرب فرنسا وبعيدة عن بريطانيا بـ85 ميلاً، لذا اعتادت أساطيل الصيد الفرنسية صيد الأسماك في المياه المحيطة بها على مدى نصف قرن، عندما كانت بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، إلا أنه بعد الانفصال اختلف الأمر.