ودّع الفنان المصري أحمد خليل الحياة بعد مسيرة فنية حافلة استمرت 60 عاماً، حيث ظلت مسلسلاته وأفلامه عالقة في أذهان الجمهور العربي.
وتميز الراحل بحضوره المميز وأدواره المتنوعة، والتي كانت مؤثرة ومبدعة في كل شخصية قام بتجسيدها.
موهبة مبكرة
لم يكن دخول خليل عالم الفن بمحض الصدفة، حيث كان التمثيل شغفه منذ بواكير عمره من خلال التحاقه بفريق التمثيل في المدرسة صغيراً، ومن ثم واصل فيه حتى دخوله المرحلة الثانوية.
وفضّل الراحل تنمية موهبته بدخول معهد السينما، رغم أن والده كان يريده الابتعاد عن المجال الفني ودراسة الهندسة، قبل أن يوافق على رغبته خوفاً عليه من فشله في الدراسة.
ورغم اختيار خليل معيداً في المعهد العالي للفنون المسرحية بعد تخرجه، فإنه واصل عمله الأكاديمي والمسرحي معاً من خلال التحاقه بمسرح الجيب حتى ألغي.
إنتاج فني كبير
يعد خليل من أكثر الفنانين إنتاجاً من حيث الأعمال الفنية حيث قدم أكثر من 200 مسلسل، من بينها حديث الصباح والمساء، وهوانم جاردن سيتي، والشك، وورقة التوت، ورمانة الميزان، ونهاية القصة، وحكاوي طرح البحر، والفجالة.
وفي السينما قدم نحو 20 فيلماً أبرزها، إعدام برئ، وكتيبة الإعدام، وزهور برية، إلى جانب المسلسلات الإذاعية مثل سيرة وميسرة، ولسان العصفور.
فلسفة مختلفة
تميز خليل بفلسفة مختلفة في مشواره مع التمثيل حيث لا يفضل الظهور في غالبية المشاهد كما هو حال الكثير من الممثلين، وقال في ذلك إنه طوال حياته لم يهتم بدور صغير أو كبير وليس من هواة الظهور في كافة الأعمال من البداية للنهاية.
وظهر في مسلسل "حديث الصباح والمساء" في 14 حلقة فقط، وفي مسلسل "هوانم جاردن سيتي" شارك في 15 حلقة من أصل 30، حيث كان يرى أن النجاح لا يقاس بعدد المشاهد وإنما بقيمة وتأثير المشهد.
وصية والده
ظل خليل محافظاً على وصية والده بعدم تقديم ما يخالف القيم، حيث لم يظهر طوال مشواره الفني في أي عمل يقلل من احترام الجمهور له.
وكشف في العديد من لقاءاته أنه عاهد نفسه بعدم تقديم أي عمل يخجل منه أو تخجل منه زوجته وبناته، وهو ما جعل له مكانة كبيرة في نفوس محبيه.
رفض الاعتزال
رغم تقدم خليل في السن فإنه رفض اعتزال العمل الفني، حيث كان يردد دائماً أنه لن يعتزل إلا وهو على فراش الموت، وسيعمل ما دام يستطيع وحتى آخر عمره.
وتحقق بالفعل ما كان يخطط له، حيث رحل أثناء عرض آخر أعماله "حكايتي مع الزمان" من مسلسل "حكاية وراء كل باب"، وداهمه المرض أثناء العمل ولم يتوقف عن التمثيل إلا وهو على فراش المرض.