يعرّف العلماء والأخصائيون النفسيون متلازمة أسبرجر بأنها خلل أو اضطراب في النمو عند الأطفال، وهي مرتبطة أو ملازمة لطيف التوحد، ويواجه فيها الطفل حرجاً كبيراً في التفاعل الاجتماعي، فضلاً عن انشغاله وتركيزه في اهتمامات دون أخرى.
ويختلف الطفل المصاب بالمتلازمة عن طفل التوحد اختلافاً طفيفاً يصعُب تمييزه، حيث يُعد التوحد اضطراباً نفسياً عقلياً يبدأ من مراحل الطفولة المبكرة، ويواجه الطفل فيه صعوبة في مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين، وصعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية.
وفيما يلي نستعرض أسباب وأعراض وطرق العلاج للمصابين بمتلازمة أسبرجر ومدى اختلافها عن التوحد:
أسباب وعوامل خطر متلازمة أسبرجر
ترجع الإصابة بالمتلازمة إلى سببين رئيسيين، أحدهما "وراثي" ناتج عن حدوث طفرات جينية، أو خلل في الجينات المسؤولة عن تطور مراكز التواصل والتفاعل في الدماغ، والثاني "بيئي" ناتج عن التلوث الهوائي، أو حدوث خلل أثناء الحمل، أو عدوى فيروسية أثرت بشكل سلبي على قدرة الطفل في التفاعل مع المجتمع.
وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالمتلازمة، ومنها: جنس الطفل حيث تزيد نسبة الإصابة عند الذكور 4 مرات عن الإناث، وتاريخ وجود المتلازمة في العائلة، ووجود اضطرابات أخرى مثل متلازمة إكس الهش ومتلازمة ريت، وعمر الوالدين، حيث إنه كل ما زاد عمر الوالدين زادت نسبة الإصابة.
أبرز أعراض الإصابة بالمتلازمة ومدى اختلافها عن أعراض التوحد
وتختلف حدة المتلازمة عن أعراض الإصابة بالتوحد، وأبرزها: عدم الوضوح في الكلام مثل استخدام الصوت الآلي أو عالي النبرة، والتركيز العالي حول موضوع واحد فقط، والغضب الشديد عند تغيير أي عادة روتينية، وصعوبة القدرة في التعبير عن المشاعر، وقلة التفاعل الاجتماعي، وعدم فهم المشاعر بشكل صحيح، والحساسية المفرطة.
فيما يعاني طفل التوحد من أعراض ظاهرة ومستمرة، أبرزها: فقدان أو صعوبة في السيطرة على ردود الأفعال، وفقدان أو قلة التعبيرات والإيماءات الاجتماعية، وصعوبة في التعلم والممارسات التعليمية، وعدم السيطرة على المشاعر، وسلوكيات متكررة مثل الدوران، وتكرار كلمات معينة، والعزلة الشديدة عن المحيط الاجتماعي، وتأخر أو فقدان في النطق وعدم القدرة على تكوين جمل أو كلمات مفهومة.
علاج متلازمة أسبرجر
تختلف أنماط العلاج وذلك تبعًا لكل حالة ودرجة وحدة الإصابة بالمتلازمة، ومنها: تعزيز قدرات الطفل العقلية ودعم سلوكه الجيد، وتدريب الوالدين على كيفية التعامل معه، والتدريب على كيفية الانخراط في المجتمع، والاستعانة بأساليب العلاج النفسي، وتنمية مهارات التواصل من خلال علاج النطق وتصحيحه، ووضع الطفل في مراكز تعليم خاصة، وتنمية القدرة على السيطرة على ردود الأفعال والعواطف لديه.
وتختلف متلازمة أسبرجر عن التوحد أيضاً في موعد بداية ظهور أعراضها، فإذا كانت أعراض التوحد تظهر من عمر 6- 24 شهراً، فإن أعراض المتلازمة تبدأ في الظهور بعد بلوغ الطفل 2-3 سنوات، لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي فور ظهور أي من هذه الأعراض.