قالت لجنة أطباء السودان في بيان اليوم الجمعة إن خمسة أشخاص قُتلوا خلال أعمال العنف التي شابت المظاهرات ضد الحكم العسكري أمس الخميس.
وقال شهود من رويترز إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في حين سار المحتجون في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين باتجاه القصر الرئاسي.
وقالت الشرطة السودانية في بيان إن أربعة أشخاص قُتلوا في أم درمان وأُصيب 297 متظاهرا و49 فردا من قوات الشرطة في مظاهرات ضد الحكم العسكري شارك فيها عشرات الآلاف.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية التي تدعم حركة الاحتجاجات إن شخصا خامسا قتل بعد إصابته في صدره بقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها قوات الأمن خلال احتجاجات أمس الخميس.
ونقل تلفزيون الحدث عن مستشار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قوله "إن الجيش لن يسمح لأحد بجر البلاد إلى الفوضى ...وإن استمرار التظاهرات بطريقتها الحالية استنزاف مادي ونفسي وذهني للبلاد ...وإنها لن توصل السودان إلى حل سياسي". واحتجاجات أمس الخميس هي الجولة الحادية عشرة من المظاهرات الضخمة منذ انقلاب 25 أكتوبر تشرين الأول الذي شهد عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل إعادته إلى منصبه. ويطالب المتظاهرون بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.
وقال تحالف قوى الحرية والتغيير إن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة أمس الخميس ودعت المجتمع الإقليمي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة الانقلاب.
وقال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن على تويتر إنه منزعج من تقارير عن استخدام القوة المميتة، وإن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب شعب السودان مع مطالبته بالحرية والسلام والعدالة".
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيرتيس إنه "منزعج للغاية" لسقوط قتلى، مضيفا أن "لجميع الناس الحق في التعبير عن أنفسهم سلميا وأن من حق وسائل الإعلام العمل بحرية".
وقال شاهد من رويترز إن قوات الأمن واجهت المحتجين على بعد نحو كيلومترين من القصر في وسط العاصمة، مضيفا أنه كان هناك تواجد أمني كثيف في المنطقة.
وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم في بيان إن قوات الأمن في أم درمان منعت سيارات الإسعاف من نقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة مضيفة أن نطاق "القمع" فاق التوقعات.
واستنكر مجلس السيادة السوداني في بيان اليوم الجمعة أعمال العنف التي صاحبت احتجاجات الخميس متعهدا بمحاسبة مرتكبيها.
وذكر المجلس أنه وجه السلطات باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والعسكرية لمنع تكرار هذه الأحداث "وأن لا يفلت أي معتد من العقاب".
وأعاد مجلس السيادة السوداني هذا الأسبوع صلاحيات الاعتقال والاحتجاز والمصادرة لجهاز المخابرات. وبرر جهاز المخابرات القرار بالقول إن الوضع السياسي قد يتحول إلى "كارثي".
وانقطعت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة على ما يبدو أمس الخميس أيضا في الخرطوم.
ولم يتسن للعاملين في رويترز إجراء أو استقبال أي مكالمات محلية أو دولية، وذكر مصدر في شركة للاتصالات أن الهيئة القومية للاتصالات أصدرت أمرا بقطع خدمات الإنترنت.
وتمكن البعض في نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر محتجين في مدن أخرى عديدة بينها بورسودان وزالنجي وكسلا.
وقالت ممرضة من بحري تدعى جهاد حضرت الاحتجاجات خلال الأحد عشر يوما الماضية "جئت للشهادة. لن أتعب لأن بعض الناس ضحوا بحياتهم من أجل ذلك. التعب لا شيء يقارن مع ذلك".