اتبعت الجهات الصحية في المملكة منذ بداية جائحة "كورونا" أفضل الاستراتيجيات العالمية لحماية المواطنين والمُقيمين، والتي كان في مقدمتها تسريع عمليات التحصين التي بدأت قبل نحو عام ليصل حجم الجرعات المُعطاة إلى أكثر من 50 مليون جرعة بنهاية العام الجاري 2021، والمناعة المجتمعية لأكثر من 70 %.
اعتماد اللقاحات في المملكة
يُمثل يوم 10 ديسمبر 2020 تاريخاً مهماً في مواجهة جائحة "كورونا"، حيث صدرت أولى الموافقات الخاصة باللقاحات عبر تسجيل لقاح "فايزر- بيونتيك"، ومن ثم تبعها الموافقة على استخدام لقاحي "أسترازينيكا" و"موديرنا" يوم 18 يناير الماضي، وبعدها إجازة استخدام لقاح "جونسون آند جونسون" يوم 17 مايو الماضي.
ولم تكتف الجهات الصحية باستيراد اللقاحات الآمنة المعتمدة، لكن كانت هناك محاولات حقيقية لتصنيع لقاحات محلية بالمملكة، حيث كانت البداية مع توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة "فايزر" الأمريكية لتصنيع لقاحات فيروسية وجينية في المملكة، ثم إعلان شركة "وادي الدمام للتقنية الحيوية" ووزارة الاستثمار في 28 أكتوبر 2021 تطوير لقاح سعودي مضاد لفيروس "كورونا".
مراحل التطعيم الثلاثة
بدأت الجهات الصحية أولى مراحل التطعيم في منتصف ديسمبر من العام الماضي 2020، بإعطاء الجرعة الأولى من لقاح "كورونا" للمواطنين والمُقيمين فوق 65 سنة وأصحاب المهن الأكثر عرضة للعدوى، والأشخاص الذين لديهم ظروف صحية مثل السمنة المفرطة ومن لديهم نقص بالمناعة ومن لديهم اثنان أو أكثر من الأمراض المُزمنة.
وانطلقت المرحلة الثانية من التطعيم في 18 فبراير 2021، حيث شملت تلك المرحلة المواطنين والمقيمين ممن تجاوزوا 50 عاماً، وبقية الممارسين الصحيين، ومن لديهم أحد الأمراض المزمنة، لتصل الجرعات المعطاة يوم 13 مارس إلى أكثر من مليوني جرعة عبر 500 مركز صحي بمختلف المناطق.
واستهدفت المرحلة الثالثة التي انطلقت يوم 12 يوليو الماضي جميع المواطنين والمقيمين الراغبين في أخد اللقاح وذلك بمختلف الأعمار، كما جرى إتاحة الجرعة الثانية لمن تلقوا الجرعة الأولى، لتصل عدد الجرعات المُعطاة بعد انطلاق هذه المرحلة بشهر واحد إلى 30 مليون جرعة.
إتاحة الجرعة الأولى من اللقاحات للجميع
وأجلت وزارة الصحة منتصف شهر أبريل 2021، إعطاء الجرعة الثانية من اللقاح لمن تلقى الجرعة الأولى من إتاحة المجال أمام تطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين، قبل أن تعلن في 11 يوليو إتاحة تقديم الجرعة الثانية من لقاح كورونا للذين تلقوا الجرعة الأولى وذلك لكل الأعمار، بعدما وصلت عدد الجرعات الموزعة من خلال 587 موقعًا لنحو 20 مليون جرعة.
الفئات العمرية الصغيرة بمن فيها الطلاب
وفي 27 يونيو 2021 استهدفت عملية التحصين بلقاح "فايزر" الفئة العمرية بين 12 و18 عاماً، قبل أن تعلن وزارتا الصحة والتعليم إتاحة اللقاحات لجميع الطلاب والطالبات ممن يبدأ عمرهم بـ12 عاماً وذلك يوم 5 أغسطس الماضي، ومن ثم وافقت هيئة الغذاء والدواء في 3 نوفمبر الماضي على استخدام لقاح فايزر للفئات العمرية من 5 - 11 عاماً.
ربط التحصينات بمزاولة الأنشطة
واتخذت الجهات المعنية مجموعة من القرارات حرصاً على حصول الجميع على اللقاحات، فكانت البداية من 1 أغسطس من خلال اشتراط التحصين لدخول أي نشاط اقتصادي أو تجاري أو ثقافي أو ترفيهي أو رياضي، أو أي مناسبة ثقافية أو علمية أو اجتماعية أو ترفيهية أو أي منشأة حكومية أو خاصة، سواءً لأداء الأعمال أو المراجعة وأي منشأة تعليمية حكومية أو خاصة، أو استخدام وسائل النقل العامة.
وقررت الجهات المعنية اشتراط أخذ الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" للسفر إلى خارج المملكة لجميع المواطنين وذلك ابتداءً من 9 أغسطس.
وتقرر في 10 أكتوبر 2021 اقتصار إصدار تصاريح أداء العمرة والصلوات في المسجد الحرام للأشخاص المحصنين الحاصلين على جرعتين من لقاح فيروس "كورونا" المعتمد بالمملكة، والحالات المُستثناة من أخذ اللقاح بحسب ما يظهره تطبيق "توكلنا".
واستندت البروتوكولات الخاصة بالقادمين من خارج المملكة على مسألة التحصين باللقاحات المعتمدة، حيث خضعت تلك الاشتراطات لتحديثات مستمرة سواء في مسألة الدول التي يسمح بالقدوم منها، أو الجرعات المعتمدة للتحصين والتي ضمت مع تلك التحديثات لقاحات "فايزر بيوتنيك، وموديرنا، وأسترازينيكا، وجونسون، وسينوفارم، وسينوفاك"، وكذلك آلية التأكد من الالتزام بالتعليمات.
تخفيف وتشديد الاحترازات
وفي 17 أكتوبر 2021 ومع وصول التحصين لنسب عالية، خففت الجهات المعنية الاحترازات عبر السماح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، والتأكيد على عدم الالتزام بارتداء الكمامة بالأماكن المفتوحة وإلغاء التباعد، والسماح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في التجمعات والأماكن العامة ووسائل المواصلات والمطاعم وصالات السينما، والسماح بإقامة وحضور المناسبات في قاعات الأفراح.
وجرى إعادة تطبيق إجراءات التباعد في جميع الأماكن المغلقة والمفتوحة والأنشطة والفعاليات بداية من يوم 30 ديسمبر، وذلك ضمن خطة مواجهة فيروس كورونا خاصة المتحور الجديد "أوميكرون".
التعامل مع متحورات "كورونا"
وتعاملت الجهات الصحية مع ظهور المتحورات بشكل سريع، حيث كانت البداية في منتصف أغسطس مع رصدت ظهور إصابات بمتحور "دلتا" في المملكة من خلال التعامل مع هذه الحالات والتشديد على التحصين بجرعتين لمواجهته، ثم جرى رصد إصابة بمتحور "أوميكرون" لمواطن قادم من إحدى دول شمال أفريقيا، قبل أن يتم إجراء التقصي الوبائي وعزل المُصاب والمخالطين له واستكمال الإجراءات الصحية المعتمدة.
الجرعة التنشيطية لمواجهة المتحورات
وفي 20 أكتوبر ومع وصول عدد الجرعات المعطاة لأكثر من 42 مليون جرعة، أتاحت وزارة الصحة حجز موعد الجرعة التنشيطية من لقاح كورونا للفئة العمرية من 18 عاماً وأكثر، وذلك بعد مضي 6 أشهر على أخذ الجرعة الثانية، مع وضع شرط جديد بالحصول على تلك الجرعة من أجل دخول الأسواق والمراكز والمنشآت التجارية، وذلك بداية من أول شهر فبراير من العام الجاري 2022.