أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن "مقترح الاتحاد الخليجي، ينطلق من قناعة راسخة بأن التحديات الماثلة أمام دول المجلس، تستدعي مثل هذه النقلة النوعية لكي تكون أكثر تأهيلا ومقدرة لمواجهتها ككتلة موحدة مع إدراك ما يتطلبه هذا الأمر من استكمال للعديد من جوانب التعاون والتنسيق فيما بينها".
وقال الفيصل في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة 122 للمجلس الوزاري لوزراء الخارجية الخليجيين، الملتئم في الرياض هذا المساء، "إن الاتحاد لن يمس من بعيد أو قريب سيادة أي من الدول الأعضاء أو أن يكون مطية للتدخل في شؤونها الداخلية".
وأضاف "إن المشروع لا يتعدى كونه وسيلة تتيح لدول المجلس إمكانية العمل من خلال هيئات ومؤسسات فاعلة ومتفرغة تتمتع بالمرونة والسرعة والقدرة على تحقيق ما يرسم لها من سياسات وبرامج".
وأشار إلى أن "المفترض في هذا الاتحاد المنشود أن يعتمد في بنيته وأدائه على رؤى وتوصيات نابعة من هيئات متفرغة ذات اختصاصات تطال المجالات الرئيسية في العمل المشترك، السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي، تعمل وفق آلية عمل وبرامج زمنية متفق عليها للإسراع في وتيرة الأداء والتغلب على معوقات العمل المشترك".
وأوضح أن الهيئة المكلفة بدراسة الموضوع عقدت اجتماعها الأول في 21- 22 فبراير الماضي، وأعدت تقريرها المعروض أمام المجلس الوزاري في الرياض اليوم، لتدارسه تمهيدا لرفعة للقاء التشاوري الرابع عشر للقادة.
ويأتي على رأس الموضوعات المعروضة على هذه الدورة متابعة تنفيذ قرار المجلس الأعلى في دورته الثانية والثلاثين الذي رحب فيه قادة دول المجلس بالمقترح الذي تقدم به الملك عبد الله بن عبد العزيز، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى أفق الاتحاد الخليجي.
ونوه الفيصل، بالدور الفاعل الذي لعبه مجلس التعاون في سياق تعاطيه مع الأحداث والمستجدات التي عصفت بالعالم العربي منذ مطلع العام الفائت، حيث تعاملت دول المجلس مع هذه الأحداث بروح المسؤولية والإرادة المخلصة للإسهام في أمن واستقرار الدول العربية التي كانت عرضة لهذه المتغيرات ومن منطلق تفهمها.
وقال وزير الخارجية السعودي "جميعنا يتذكر أن جامعة الدول العربية عندما تحركت للتعامل مع مشكلة ليبيا فقد كانت دول المجلس في طليعة هذا التحرك، كما أن مساعي الجامعة لحل الأزمة الطاحنة في سوريا استندت في مجملها إلى رؤى ومبادرات طرحتها دول الخليج على مجلس الجامعة العربية في اجتماعاته المتتالية على امتداد الحقبة المنصرمة".
وتابع "نشهد جميعا في أيامنا هذه عملية نقل السلطة في اليمن الشقيق ووضعه على عتبة مستقبل جديد، كل ذلك تم بناء على مبادرة خليجية هدفها الحفاظ على وحدة واستقرار وازدهار هذا البلد الذي تربطه بدول المجلس روابط ووشائج عديدة وعميقة".
وأكد حرص دول المجلس دائما على تجنيب الدول العربية مغبة الوقوع في أتون الصراعات الداخلية ومخاطر التمزق والانقسامات الفئوية والجغرافية , والتأكيد على أهمية استيعاب مطامح وتطلعات الشعوب في العيش بعزة وحرية وكرامة بعيدا عن سياسات القهر والتنكيل.