تسبب الربيع العربي في التأثير على العلاقات بين بعض الدول العربية ومنها سوريا والإمارات، وسط أزمات سياسية شهدتها المنطقة آنذاك، والتي تطورت إلى قطع العلاقات بين البلدين عام 2012.
ودام قطع العلاقات السورية الإماراتية لأكثر من 11 عاماً لتعود اليوم، حيث استقبل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد، الرئيس السوري بشار الأسد في الإمارات.
نستعرض هنا مراحل تطور العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين قبل الربيع العربي وبعده حتى زيارة اليوم.
كانت العلاقات الإماراتية السورية قبل الربيع العربي الذي انطلق عام 2011 علاقات طبيعية في إطار المحيط العربي، وكان للبلدين تأثيرهما على الأحداث في منطقة الشرق الأوسط أيضاً، مع تواصل مستمر بينهما في كل المجالات.
وبعد الأحداث التي تسبب فيها الربيع العربي قررت دول مجلس التعاون الخليجي وبينها الإمارات، سحب سفرائها من دمشق في فبراير 2012 عقب قمع الاحتجاجات الشعبية قبل تحولها إلى حـرب أهلية تسببت في مقتـل مئات الآلاف.
ـ
واستمر قطع العلاقات السورية الإماراتية حتى ديسمبر 2018 لتبدأ بالعودة تدريجياً بعد أن أعلنت الإمارات عودة العمل في سفارتها في دمشق، التي ظلت مغلقة منذ الشهور الأولى لبدء الصراع في سوريا في عام 2011.
وفي شهر أكتوبر عام 2021م تلقى ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري بشار الأسد، وناقش الجانبان التطورات في سوريا والشرق الأوسط إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتزامنت المكالمة، أيضاً، مع مشاركة سوريا في معرض إكسبو 2020 الذي أقيم في دبي عام 2021 بعد تأجيله بسبب جائحة كورونا، حيث بحث وزيرا الاقتصاد السوري والإماراتي مؤخراً تنشيط مجلس الأعمال بين البلدين.
كما استقبل الرئيس السوري بشار الأسد في شهر نوفمبر 2021م، وللمرة الأول بعد 10 سنوات من أحداث الربيع العربي وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في دمشق، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
ودشنت العلاقات السورية الإماراتية اليوم مرحلة جديدة، باستقبال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد الرئيس السوري بشار الأسد في قصر الشاطئ في أبو ظبي، كأول دولة عربية يزورها الرئيس السوري منذ 2011، إضافة إلى لقائه الشيخ محمد بن راشد في دبي.
وأكد بن زايد وبن راشد اليوم أن سوريا ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي وأن الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات شعبها نحو الاستقرار والتنمية.