قررت دول الاتحاد الأوروبي الجمعة منح المفوضية الأوروبية تفويضا لشراء الغاز بشكل مشترك، على غرار طلبيات اللقاحات المضادة لكوفيد، في وقت أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
وستعمل الدول الـ27 والمفوضية "معا بشكل عاجل على الشراء الطوعي للغاز والغاز الطبيعي المسال والهيدروجين"عبر استغلال الثقل الاقتصادي للاتحاد الأوروبي من أجل الاستفادة من أسعار مواتية، وفقا لما جاء في مقررات قمة بروكسل.
وفي مؤتمر صحافي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن "الشراء المشترك والقدرة على أن نبرم عقودا طويلة معا، هو الوسيلة الفضلى لخفض الأسعار".
من جهته قال المستشار الألماني أولاف شولتس "اتفقنا على أن هذه فرصة للتعاون بشكل طوعي لشراء الغاز". وأوضح "بالطبع عندما ننظر إلى حالات محددة، يمكن أن يكون الأمر معقدا، لا بل معقدا جدا، لأن هناك شركات خاصة في كل أنحاء أوروبا" ملتزمة بعقود و"تشتري الغاز على اسمها وهي تنوي الاستمرار" في ذلك.
وحرصا منها على عزل موسكو وحرمانها من مصادر الدخل بعد غزوها لأوكرانيا، تريد بروكسل خفض مشترياتها من الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام.
ومن خلال طلبيات الغاز المشتركة هذه، تعتزم بروكسل أيضا تسهيل الاتصالات مع المُوَرّدين الدوليين من أجل تنويع مصادر التزويد.
وباشرت المفوضية التفاوض مع الدول المنتجة الرئيسية (النروج وقطر والجزائر)، وأعلنت الجمعة عن اتفاق مع الولايات المتحدة لزيادة شحناتها من الغاز الطبيعي المسال.
وستكون منصة الشراء المشتركة للاتحاد الأوروبي "مفتوحة لدول غرب البلقان" وكذلك للدول الثلاث المرتبطة بالاتحاد الأوروبي من خلال اتفاقيات الشراكة (مولدافيا وأوكرانيا وجورجيا)، بحسب مقررات القمة.
في المقابل، أظهر الأوروبيون انقساماتهم بشأن مقترحات المفوضية للحد من ارتفاع أسعار الطاقة. وتؤيد البرتغال وإسبانيا وإيطاليا واليونان وبلجيكا وفرنسا تحديد سقف لهذه الأسعار وتدعو إلى إصلاح سوق الكهرباء الأوروبية، بينما تُفضّل دول عدة أخرى (ألمانيا، النمسا، هولندا، الدنمارك، وغيرها) الاعتماد على المنافسة الحرة وغيرها من التدابير.
وقال شولتس إثر القمة إن "ألمانيا ودولا أخرى لا تزال متشككة للغاية لناحية" فاعلية أي تدخل في السوق، مضيفا "نحن نخاطر بتعريض إمداداتنا للخطر دون أن يكون لذلك تأثير دائم على الأسعار".
وقال نظيره الهولندي مارك روته إن السوق الأوروبية "معقدة وتغطي آلاف العقود و(تضم) مئات اللاعبين، مع وجود اختلافات كبيرة بين المناطق".
ورغم هذه الاختلافات، وافق الاتحاد الأوروبي الجمعة على منح نظام استثناء لإسبانيا والبرتغال اللتين سمح لهما بخفض سعر الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء، لأن البلدين يعانيان ضعفا في الترابط مع بقية القارة.