قال المشرف على المرصد الفلكي بمركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك)، الدكتور علي الشكري، إن التوقعات النظرية والحسابية عن إمكانية رؤية هلال شهر رمضان المبارك لسنة 1443هـ يوم غد الجمعة ستكون ضعيفة.
وأضاف الشكري، في تصريح لـ"أخبار 24"، أن ولادة القمر (الاقتران المركزي) وليس ظهور الهلال ستكون يوم الجمعة حوالي الساعة الـ9:30 صباحاً، وسيغرب القمر ذلك اليوم بعد غروب الشمس بحوالي 17 دقيقة، لذا وحسب الحسابات الفلكية والرؤية البصرية فهناك صعوبة بالغة لرؤية الهلال حتى باستخدام الأجهزة الفلكية المساعدة بعد مغيب الشمس.
وأبان أن صعوبة رؤية الهلال تكون بسبب قربه من الأفق ووقوعه في منطقة الكدر (4.1 درجة) وسمكه الضئيل (أقل من خمس ثوانٍ قوسية) وإضاءته الخافتة جداً (0.23 % من البدر) واستطالته الصغيرة عن الشمس (أقل من 6 درجات) وعمره القصير (أقل من 10 ساعات) ولكن هناك إمكانية لرؤيته باستخدام الأجهزة الفلكية وبصعوبة عند توفر الظروف الجوية الملائمة من دول الكاريبي (أمريكا الوسطى) والولايات المتحدة الأمريكية (خط عرض أقل من 45 درجة شمالاً) وأمريكا الجنوبية (ما عدا جنوبها) وكذلك احتمالية رؤيته بالعين المجردة وبصعوبة عند توفر الظروف الجوية الملائمة من هاواي.
وأوضح الشكري أنه من الناحية العملية والحسابات الفلكية والتوقعات النظرية وإمكانية الرؤية البصرية فإن رؤية الهلال مساء يوم (الجمعة) من منطقة مكة المكرمة ربما تكون غير ممكنة حتى باستخدام الأجهزة الفلكية.
وأكد أنه باعتماد التقويم الاصطلاحي المدني الذي يشترط فقط حدوث الاقتران قبل غروب الشمس وغروب القمر بعد غروبها أو الأخذ بمعيار اتحاد المطالع بالنسبة لإمكانية الرؤية من مناطق تشترك معنا في جزء من الليل سيكون بإذن الله يوم السبت أول أيام شهر رمضان فلكياً، أما عند اعتماد الرؤية البصرية الشرعية الموثقة فالاحتمال أكبر أن يكون يوم الأحد أول أيام شهر رمضان وخاصة بالنسبة لدول وسط وشرق آسيا كالهند وباكستان، والله أعلم، مبينا أن التوقعات من التجارب السابقة تشير إلى أن السبت سيكون بإذن الله بداية شهر رمضان.
وبين أنه على من يرغب في تحري الهلال مساء يوم السبت من منطقة مكة المكرمة، أن يكون التحري في منطقة مظلمة وذات جو صاف أي خالٍ من الغيوم والغبار والرطوبة والعوالق من ناحية الغرب وأن يكون الأفق الغربي مكشوفا، حيث سيكون الهلال لحظة غروب الشمس مساءً على يسارها بحوالي 3.0 درجات وارتفاعه حوالي 4.1 درجة وحوالي 2.4 درجة شمال الغرب ومدة مكثه حوالي 17 دقيقة من لحظة غروب الشمس ومائلاً لليسار قليلا (هلال يماني-سماوي).
ونوه الشكري إلى أن توقعاته مبنية على الحسابات الفلكية، أما بالنسبة للأساس الشرعي لتحديد بداية الشهر فيعتمد على الرؤية البصرية الحقيقية (الشرعية) الموثقة لأول ظهور للهلال بعد نهاية الشهر، وهي الطريقة الشرعية التي أوصانا وأمرنا بها نبينا محمد ﷺ، وقوله: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً".