بصوته العذب الملائكي اخترق قلوب محبيه، وبعلمه الواسع وتبحره تقلد أسمى المراتب بإمامته للمسجد النبوي، فهو من أهل القرآن وخاصته، وأحد أهم وأعرق الأئمة بالمملكة ومن بين أشهر قراء العالم الإسلامي.. إنه الشيخ على بن عبد الرحمن الحذيفي.
أُطلق على الحذيفي ألقاب كثيرة، فما بين "كبير الأئمة" و"خبير التلاوة"، انطلقت السيرة الحسنة للقارئ المتميز، الذي سجل حضورا كبيرا في قلوب المسلمين، بصوته الذي وصل صداه لأرجاء المعمورة.
أسرة متدينة
ولد الشيخ علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الحذيفي عام 1366هـ بقرية القرن المستقيم ببلد العوامر جنوبي المملكة، في أسرة متدينة، حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي.
تحصيل العلم
تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظراً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري.
في جنوب المملكة حيث هضاب بلجرشي التحق في عام 1381هـ، بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383هـ وتخرج فيه سنة 1388هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية.
واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388هـ وتخرج فيها عام 1392هـ.
مسيرة عملية متميزة
بعد تخرجه عُيّن الحذيفي مدرساً بالمعهد العلمي ببلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى.
حصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر عام 1395هـ، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها (قسم الفقه شعبة السياسة الشرعية)، وكان موضوع الرسالة "طرائق الحكم المختلفة في الشريعة الإسلامية دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية".
عمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397هـ، فدرس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درَّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، ثم قام بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم.
إمامة الحرمين
وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي، فقد تولى الإمامة والخطابة لفترات في مسجد قباء، ثم عُيّن إماماً وخطيباً للمسجد النبوي في 6/6/1399هـ، ونقل بعد ذلك إماماً إلى المسجد الحرام لسنوات قليلة ثم أعيد إماماً وخطيباً للمسجد النبوي عام 1402هـ ولا يزال إمام الحرم النبوي حتى اليوم.
للشيخ الحذيفي ثلاثة تسجيلات للقرآن في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة: الأول: برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، والثاني: برواية شعبة عن عاصم، والثالث: برواية قالون عن نافع.
له مشاركات في عدد من اللجان والهيئات العلمية، منها: رئيس اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية، وعضو لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وعضو الهيئة العليا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، كما شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.