تميز الشيخ الراحل عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، بعذوبة الصوت أثناء قراءته للقرآن بلا تكلف وكان خطيبًا بليغًا دون تقليد، طيلة 30 عامًا قضاها بين جنبات المسجد الحرام، بخلاف قدراته القيادية ومواهبه المتعددة والتي حرص على توظيفها لخدمة الإسلام والمسلمين.
ولادته ونشأته
وُلد الشيخ عبد الله عبد الغني خياط في 29 شوال من عام 1326 هـ، بمكة المكرمة، ونشأ في بيت متوسط الحال، وكان أبوه في ذات الوقت من الذين يمتلكون ثقافة دينية، بخلاف إلمامه بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.
والتحق "خياط" بمدرسة الخياط بمكة المكرمة خلال مرحلة التعليم الابتدائي ثم درس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية، وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية، وبعده واصل دراسته بالمعهد العلمي السعودي بمكة وتخرج فيه عام 1360 هـ.
حياته العملية
صدر في عام 1346 هـ، الأمر الملكي بتعيينه إماماً في المسجد الحرام، وكان في بداية عمله يساعد الشيخ عبد الظاهر أبوالسمح في صلاة التراويح وينفرد بصلاة القيام آخر الليل، وفي العام التالي تم تعيينه عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم عين مدرساً بالمدرسة الفيصلية عام 1352هـ، إلى أن اختاره الملك عبد العزيز ليكون معلماً لأنجاله وعينه مديراً لمدرسة الأمراء بالرياض عام 1356 هـ واستمر في هذا العمل حتى وفاة الملك عبد العزيز عام 1373 هـ، وفي عام 1375 تم تعيينه مستشاراً للتعليم في مكة، وفي العام التالي تم تكليفه بالإشراف على إدارة التعليم بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار.
إمامة الحرم
في عام 1373 هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه إماماً وخطيباً للمسجد واستمر في هذا العمل حتى عام 1404هـ إذ طلب من الملك إعفاءه لظروفه الصحية، كما اعتذر لنفس الظروف عن رئاسة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1380 هـ
مناصب أخرى
عمل الشيخ خياط رئيساً لمجلس إدارة دار الحديث المكية وعضواً في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي، وعضواً في اللجنة المنبثقة من مجلس التعليم الأعلى لوضع سياسة عليا للتعليم في المملكة، وتم اختياره مندوباً عن وزارة المعارف في اجتماعات رابطة العالم الإسلامي بمكة، بالإضافة لعضويته في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها في 1391هـ، ثم ترشيحه عضواً في مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، كما صدر الأمر الملكي عام 1391 باستثنائه من النظام وعدم إحالته للتقاعد مدى الحياة.
مؤلفاته
صدر للشيخ عبدالله خياط، عدة مؤلفات، منها؛ التفسير الميسّر، والخطب في المسجد الحرام، ودليل المسلم في الاعتقاد، وحِكم وأحكام من السيرة النبوية، وتأملات في دروب الحق والباطل، ولمحات من الماضي، والربا في ضوء الكتاب والسنة، والحدود في الإسلام على ضوء الكتاب والسنة، والتربية الاجتماعية في الإسلام، والخليفة الموهوب، ومبادئ السيرة النبوية، وحركة الإصلاح الديني في القرن الثاني عشر.
وفاته
توفي الشيخ الراحل بمكة يوم الأحد السابع من شهر شعبان عام 1415هـ، ، وقد وصفه كتاب "أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه" لمؤلفه عبد الله سعيد الزهراني ، بأنه كان "علمًا مضيئًا في ميادين العقيدة الإسلامية والسنة المطهرة، وكانت سيرته وخلقه قدوة لغيره، عرف بالتقوى والزهد والصلاح، وكان عالمًا جليلًا وموسوعة إسلامية استفاد منها طلاب العلم والمعرفة.