كشف حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية–جناح نواز شريف، عن تقدم زعيمه، السياسي المعارض شهباز شريف بأوراق ترشحه لمنصب رئيس الوزراء الباكستاني المقبل إلى البرلمان اليوم (الأحد)، وذلك بعد تمكنه من الإطاحة بعمران خان من المنصب.
وقاد شهباز، محاولة المعارضة في البرلمان للإطاحة بنجم الكريكيت السابق خان، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يحل محله بعد تصويت من المقرر إجراؤه يوم الاثنين.
وكانت حكومة عمران خان قد سقطت في الساعات الأولى من صباح اليوم (الأحد)، بعد جلسة للبرلمان استمرت 13 ساعة تضمنت تأخيرات متكررة وكلمات مطولة لنواب من حزب الإنصاف الذي يتزعمه خان.
من هو شهباز شريف
وشهباز شريف، قيادي ومعارض مخضرم وهو الشقيق الأصغر لنواز شريف الذي تولى هذا المنصب ثلاث مرات في السابق قبل إقالته عام 2017 على خلفية قضايا فساد وسجنه.
ولد شهباز شريف (72 عاماً) في كنف عائلة ثرية، لكنه وعلى غرار شقيقه نواز، شق طريقه في عالم السياسة بدلاً من إدارة أعمال العائلة، حيث تخرج في الكلية الحكومية في لاهور، وتمتد مسيرته في السياسة لأكثر من 4 عقود.
ورث شهباز مع شقيقه شركة التعدين العائلية فيما كان رجل أعمال شابا، قبل انتخابه لأول مرة في جمعية ولاية البنجاب عام 1988، وأشرف في منصبه على سلسلة من مشاريع البنى التحتية الضخمة من بينها أول شبكة حافلات سريعة تعرف بـ"متروباص" في باكستان.
قاد شهباز على مدى سنوات حكومة ولاية البنجاب، الأكبر تعدادا سكانيا في البلاد، والمعقل الانتخابي لحزبه، وهو مسؤول صارم معروف بنوبات غضبه، غالبا ما يذكر أبيات قصائد ثورية في خطاباته وخلال تجمعاته العامة، يصفه زملاؤه بأنه مدمن على العمل.
وفي الانتخابات العامة خلال 2013، وصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية إلى السلطة في البنجاب، وبعد ذلك تم انتخاب شهباز شريف رئيساً لوزراء البنجاب للمرة الثالثة.
ويتزعم شهباز المعارضة في البرلمان الباكستاني منذ أغسطس 2018، وهو أيضاً الزعيم الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وكان قد تولى مسؤولية الحزب بعد شقيقه.
ويتميز شريف بكونه أكثر من استمر في منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب، حيث شغل هذا المنصب 3 مرات.
المفاوض المرن
خلافا لشقيقه الأكبر الذي شهدت علاقاته مع معارضيه ومع العسكريين توترا، يعتبر شهباز شريف مفاوضا أكثر مرونة قادرا على عقد تسويات حتى مع أعدائه، خاصة أن الجيش يظل أقوى مؤسسة في باكستان وقاد البلاد على مدى نصف تاريخه تقريبا، وهو لا يزال يمسك بالخيوط ولو أنه لم يعد هو في السلطة.
وفي الفترة التي سبقت انتخابات 2018، قال شهباز إن البلاد بحاجة إلى "المضي قدماً" وتجاوز الخلافات مع الجيش، عارضاً العمل مع الجنرالات إذا تم انتخابه رئيساً للوزراء.
اعتقال واتهامات بالفساد
وعلى غرار ما حدث مع العديد من أفراد عائلة شريف، طالت اتهامات بالمحسوبية والفساد وغسيل الأموال شهباز ونجله حمزة.
وفي ديسمبر 2019 جمد ديوان المحاسبة الوطني في باكستان 23 عقاراً تعود ملكيتها لهما، ووُجهت إليهما اتهامات بغسل الأموال.
وفي سبتمبر 2020 ألقي القبض على شهباز شريف بتهمة التورط بغسيل أموال، في مخطط شارك فيه مقربون وأفراد من العائلة، وفي أبريل 2021 أطلقت محكمة لاهور العليا سراحه بكفالة.