قُتل محام وفَتَيان فلسطينيون الأربعاء برصاص قوات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة حيث يطارد الجيش الإسرائيلي منذ خمسة أيام عملية لتوقيف مشتبه بضلوعهم في الهجمات التي شهدتها تل أبيب في الأيام الأخيرة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إنّ المحامي الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان "محمد حسن محمد عساف ( 34 عاماً) استشهد بعد إصابته برصاصة في الصدر أطلقها عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على مدينة نابلس صباح اليوم الأربعاء".
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إنّ عناصره ردّوا "بوسائل تفريق الشغب والذخيرة الحيّة" على "مئات الفلسطينيين الذين أحرقوا إطارات وألقوا حجارة والزجاجات الحارقة على الجنود".
وكان الجيش الاسرائيلي أعلن "تنفيذ عمليات عسكرية لمكافحة الإرهاب" في نابلس وغيرها من المدن في الضفة الغربية.
ونعت "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية عبر حسابها على فيسبوك المحامي الذي كان يعمل لديها والذي كان "مدافعاً شرساً عن أبناء شعبه ومقدراته".
وأفاد شهود عيان وكالة فرانس برس بأنّ عساف أصيب صباح الأربعاء عند أحد المفترقات في المدينة خلال انسحاب الجيش من موقع قبر يوسف نحو الشرق.
وأضافوا أنّ الجيش "فتح النار بكثافة وبشكل عشوائي على الشبان الذين رشقوا مركباته بالحجارة ما أدى إلى إصابة الشاب الذي كان يقف على الرصيف".
كما أوضح الشهود أنّ عساف توقف في طريق عودته بعد أن أوصل أبناء شقيقه إلى إحدى المدارس الصناعية في المنطقة" لمعاينة الأحداث الجارية.
ومساء الأربعاء قتل فَتَيان فلسطينيان برصاص القوات الإسرائيلية، أوّلهما يبلغ من العمر 18 عاماً قتل في بلدة سلواد قرب رام الله، والثاني 16 عاماً قتل في بلدة حوسان قرب بيت لحم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت الوزارة إنّ "عمر عليان (18 عاماً) قُتل بعد اصابته برصاصة في الصدر أطلقها جنود الاحتلال خلال العدوان على بلدة سلواد".
وأكد شهود عيان من بلدة سلواد لوكالة فرانس برس وقوع مواجهات عنيفة بين شبان البلدة والجيش الاسرائيلي قتل على إثرها عليان وأصيب آخرون بجروح.
وقال الشهود إن قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي دخلت البلدة بعد موعد الافطار مباشرة، وألقى عدد كبير من الشبان الحجارة باتجاه المركبات العسكرية.
وقال جهاز الأمن الإسرائيلي (شاباك) إن قواته تمكنت من اعتقال مطلوب يدعى معاذ حامد من بلدة سلواد، ملاحق منذ العام 2015 بتهمة المشاركة في عمليات اطلاق نار وقتل مستوطن.
وأوضح الشاباك إنّه تمكن من اعتقال حامد في قربة كوبر القريبة واعتقال آخرين من بلدة سلواد كانوا يعدّون لتنفيذ هجمات.
وحاصر الجيش الاسرائيلي مبنى في بلدة سلواد يعتقد ان مطلوبا اخرا كان يختبىء فيه، قبل أن تندلع مواجهات عنيفة شارك فيها عشرات الشبان.
وفي بلدة حوسان القريبة من بيت لحم قتل قصي حمامرة (16 عاماً) برصاص الجيش الاسرائيلي، بحسب مصادر فلسطينية.
من جهته أفاد الجيش الإسرائيلي بأنّ جنوده أطلقوا النار على مشتبه به "عند محاولته القاء زجاجة حارقة باتجاه قوة عسكرية اسرائيلية.
وقال محمد سباتين رئيس مجلس قروي حوسان لوكالة فرانس برس "لا نعلم كيف استشهد قصي سوى ما وصلنا من خلال الارتباط أنّه كان يرمي زجاجة حارقة على جيش الاحتلال".
ولا زالت جثة الفتى لدى الجيش الاسرائيلي.
وينفّذ الجيش الاسرائيلي عمليات اعتقال واسعة في مختلف انحاء الضفة الغربية عقب تنفيذ هجمات مميتة داخل اسرائيل نفذها فلسطينيون واسفرت عن مقتل 14 اسرائيليا.
واعطت الحكومة الاسرائيلية الضوء الاحضر لأجهزتها الأمنية لأحباط ما وصفته بأنه "عمليات الارهاب".
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ الثاني والعشرين من اذار/مارس الى 18 قتيلا بينهم منفذو هجمات.
وفي مدينة طولكرم، قال حرس الحدود الإسرائيلي إنّ عناصره أطلقوا النار وأصابوا "مشتبها به في نشاط إرهابي" لحظة هروبه أثناء محاولة القوات الخاصة اعتقاله.
وحشد الجيش الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي قواته في شمال الضفة الغربية وخاصة في منطقة جنين التي يتحدر منها منفذا الهجومين الأخيرين في منطقة تل أبيب.
ونفّذ أول هجومين عرب إسرائيليون مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية وآخر هجومين فلسطينيون من منطقة جنين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قال في تصريحات سابقة أن بلاده "تتعرض لهجوم" لكنها عازمة على اعتقال مشتبه بهم.
وبمقتل الشاب يرتفع عدد الفلسطينيين الذي قتلوا منذ 22 آذار/مارس المنصرم برصاص إسرائيلي إلى 16 قضوا في حوادث منفصلة، بينهم منفذو هجمات. وفي الجانب الإسرائيلي قتل في الفترة ذاتها خلال الهجمات 14 شخصا.
من جهته، أعلن نادي الأسير الفلسطيني اعتقال الجيش الإسرائيلي 14 شخصا على الأقل معظمهم من مدن وقرى في شمال الضفة الغربية.
وذكرت خدمة إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 31 إصابة في نابلس، 10 منها بالرصاص الحي.
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية مقتل المحامي الذي عرّفه في بيان بأنه أمين سر حركة فتح في قرية كفر لاقف (شمال).
وقال اشتية "يواصل جنود الاحتلال جرائم القتل لأجل القتل، برخصة ممنوحة من رئيس وزراء دولة الاحتلال نفتالي بينيت، دون أدنى التفاته للقوانين والأعراف الدولية".
اندلعت المواجهات في مدينة نابلس في أعقاب تأمين قوات إسرائيلية الحماية لدخول مستوطنين يهود إلى موقع قبر يوسف لترميمه بعد تعرضه مؤخرا للتخريب من قبل فلسطينيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وأعلن مجلس شومرون أو "السامرة" والمشتق من "يهودا والسامرة" وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية، أنه دخل لترميم الموقع.
وأكد في بيان "في وقت مبكر من الصباح، دخل سرا فريق بناء من مجلس السامرة الإقليمي إلى مجمع قبر يوسف في نابلس وقاموا بتجديد موقع القبر".
وقال رئيس المجلس يوسي دغان إن "ترميم قبر يوسف يمثل استعادة لشرف إسرائيل القومي".
احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في العام 1967.
والقبر مقدس لدى اليهود الذين يزورونه تحت حراسة الجيش لكنه يقع في عمق الضفة الغربية المحتلة. وسبق أن شهد الموقع مواجهات متكررة كما تعرض للحرق وتم إصلاحه.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الأحد معلقا على الحادثة "لن نقبل بمثل هذا الاعتداء على مكان مقدس بالنسبة لنا (...) عشية عيد الفصح".
وقال الجيش الثلاثاء إنه اعتقل فلسطينيا مشتبها به في الحادثة التي أصيب خلالها إسرائيليين دخلا الموقع دون حماية عسكرية.
يعيش في الضفة الغربية حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني، بالإضافة إلى نحو 475 ألف إسرائيلي في مستوطنات يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.
حذرت حركة حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة الربعاء من تنفيذ مخطط "ذبح القرابين في المسجد الأقصى" مشيرة إلى أن الفلسطينيين "لن يسمح بذلك مهما كان الثمن".
وقالت الحركة إن تنفيذ المخطط "الإجرامي" يمثل "تصعيدا خطيرا ويتجاوز ككل الخطوط الحمراء".
ويقع المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل بعد حرب العام 1967، وفي صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخله بينما تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.
ويعتبر المسجد أحد أبرز ثلاثة مواقع مقدّسة بالنسبة للمسلمين، في حين يشير إليه اليهود على أنه جبل الهيكل حيث موقع المعبدين من عهد التوراة ويعتبر أكثر الأماكن الدينية قدسية لديهم.
العام الماضي، شهدت باحات المسجد توترات بعد تظاهرات احتجاجا على تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في حي الشيخ جراح من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
وتطورت الاحتجاجات وأدت إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوما.
وأعلن أحد النشطاء اليهود هذا العام عن جوائز تتراوح قيمتها بين 800 وثلاثة آلاف دولار أميركي لمن يقوم بذبح القرابين في باحات المسجد.
وتساءل الناشط رافائيل موريس في حديثه لفرانس برس عن "من يمتلك السيادة" في الموقع.
وأضاف موريس الذي ينوي انتهاك قرار الجيش الإسرائيلي بمنعه من دخول البلدة القديمة في القدس الشرقية لشهرين "نحن ندعي أننا أصحاب السيادة".
من جهته، نفى المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لوسائل الإعلام العربية أوفير جندلمان "بشدة" المخطط.
وقال عبر حسابه على تويتر إن مثل هذه الاتهامات تهدف إلى "التحريض على الإرهاب" مشددا على رغبة إسرائيل في الحفاظ على الوضع الراهن في الموقع المقدس.
من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة إن ذلك سيؤدي إلى "تصعيد خطير لا يمكن السيطرة عليه".