في كل مساء يجر الشاب السعودي (عبدالرحمن) عربته التي كان قد اشتراها لمشروعه السابق لبيع الشاي، لكنه هذه المرة يحمل عليها كتباً مستعملة من منزله باتجاه أحد الشوارع في أحياء شرق العاصمة الرياض.
يحاول عبدالرحمن أن يمارس شغفه ويسد حاجته من المال ببيعه الكتب على قارعة الطريق، وقد تحدث لـ"أخبار 24" عن سبب بيعه للكتب في بسطته المتواضعة قائلاً: "أحب القراءة وبعد فشل مشروعي السابق، وهو بيع الشاي الذي تعرض للسرقة، فكرت بعدها في بيع الكتب التي انتهيت من قراءتها".
وأضاف: "عشقت القراءة منذ نعومة أظفاري، والسبب يعود لوالدي الذي علمني حب الكتب، حيث إنه يمتلك مكتبة منزلية تحتوي على كتب مختلفة ومتنوعة المجالات، فمن حسن حظي أني نشأت في هذا المنزل المهتم بالقراءة".
وتابع عبدالرحمن:" لقد تعلمت وحصلت على الدبلوم في الهندسة، وبعدها عملت في القطاع الخاص لكن هواية القراءة بقيت تلاحقني في كل مكان، ولظروف صعبة مررت بها؛ تركت عملي وبقيت عاطلاً عن العمل، ولكن تلك الهواية ترافقني، ورغم محاولتي بيع الشاي لكن الأقدار شاءت أن تفشل؛ لأبدأ مشروعي في بسطة للكتب المستعملة".
وقال: "لقد بعت جميع الكتب المستعملة التي كانت في مكتبتي، وأنا الآن أقوم بشراء الكتب من المكتبات وبيعها في البسطة، مع تقديم شرح مبسط وسريع عن الكتاب الذي يريد القارئ اقتناءه، ولم أحزن لبيع مكتبتي لأني لم أعد بحاجة إليها".
وفي ختام حديثه، قال: "حلمي أن أعمل في مكتبة عريقة مثل مكتبة الملك فهد، أو أن أفتح مكتبة تجارية وأبيع الكتب فيها".
