يحتفل العالم في 21 يونيو من كل عام باليوم العالمي للموسيقى، وذلك لتشجيع الموسيقيين الشباب والهواة، ولتسليط الضوء على الموسيقى التي تعد لغة عالمية تبني جسور التواصل بين ثقافات العالم المختلفة.
وتزامنًا مع الاحتفالات باليوم العالمي، يُحيي العديد من الفنانين من فرنسا والمملكة فعالية موسيقية بحي جاكس بالدرعية، اليوم (الثلاثاء)، من الساعة السابعة مساء حتى الثانية صباحًا.
تنوع ثقافي
وتسلط تلك الفعالية الضوء على جهود هيئة الموسيقى بالمملكة التي تسعى إلى تنظيم وتطوير القطاع والنهوض به للوصول إلى مستويات عالمية، لتعكس التنوع الثقافي للمملكة، وتستفيد من المواهب والخبرات الوطنية لاستدامة هذا القطاع، والمستقبل الكبير الذي ستسفر عنه تلك الجهود في ظل دعم الدولة لها.
ومنذ تأسيس هيئة الموسيقى في فبراير 2020م، عملت الهيئة على إنشاء البنية التحتية للثقافة الموسيقية في المملكة التي ستساهم في تمكين الجميع من الحصول على فرصة تعلم الموسيقى، إلى جانب عملها على اكتشاف وتنمية وتمكين المواهب الموسيقية.
الهوية الموسيقية للمملكة
وأسفرت جهود الهيئة عن نشر الوعي بثقافة الموسيقى في المجتمع، وتأسيس قطاع يساهم في الاقتصاد المحلي؛ وذلك من خلال خلق فرص عمل لكلا الجنسين، وإنتاج وحوكمة العروض الحية الثقافية، والتسجيلات الموسيقية ومراكز تعليم الموسيقى للهواة، وإحياء وتوثيق عروض الفلكلور والموسيقى السعودية لتنمية الحس الوطني والاجتماعي، وتطوير الهوية الثقافية الموسيقية للمملكة ونشرها إقليمياً وعالمياً.
مراكز تعليم
جهود المملكة المستمرة في هذا القطاع ظهرت أيضا في إنشاء مراكز لتعليم الموسيقى في عدة مناطق، وكان من بينها ما كشف عنه الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى سلطان البازعي عن إقامة تلك المراكز في كل من العاصمة والخبر وجدة.
وتطرق البازعي إلى الاستراتيجية القائمة، بين وزارتي الثقافة والتعليم، بشأن تعليم الموسيقى في المدارس، والتي تقتضي نشر وتعليم الثقافة الموسيقية عبر مجموعة مراحل، بحيث تبدأ المرحلة الأولى بإضافة "تعليم الموسيقى" في المدارس كنشاط لا صفي، لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، أما فيما يتعلق بإضافة "الموسيقى" في المناهج فإن هذه الخطوة قادمة، إلا أنها ما زالت تحت الدراسة بين الوزارتين.
استراتيجية الهيئة
وظهرت جهود المملكة في تبني الثقافة الموسيقية، فيما أعلنته هيئة الموسيقى مؤخرا من استراتيجية لتطوير القطاع الموسيقي في المملكة، تضمنت حزمة مبادرات وخططًا، وبرامج لدعم القطاع من جوانبه التنظيمية والتشريعية، ودعم منسوبيه في جميع التخصصات الموسيقية، من ملحنين ومؤلفين موسيقيين وعازفين وفنيين ومستثمرين، وتمكينهم من ممارسة نشاطهم في بيئة مثالية، تكفل تطوير القطاع وتحويله إلى صناعة موسيقية مؤثرة.
مبادرات التعلم
واحتفالا باليوم العالمي للموسيقى أيضًا، أعلنت هيئة الموسيقى اليوم الثلاثاء بدء المراكز السعودية للموسيقى باستقبال طلبات جميع الراغبين بتعلّم الموسيقى وفنونها المختلفة تحت إشراف مدربين موسيقيين معتمدين.
وأكدت أن باب التسجيل أمام عموم الراغبين سيكون ابتداءً من اليوم الثلاثاء، وذلك من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز الذي يتضمن أسماء البرامج التعليمية والتدريبية في مختلف التخصصات والآلات الموسيقية.
وتُتيح المراكز برامجها للهواة، وللموسيقيين الموهوبين الذين يرغبون في ممارسة الموسيقى كمهنة، كما تقدم تشكيلة متنوعة من المرافق الموسيقية للاستخدام والتأجير من قبل الأفراد والمؤسسات، التي تشمل غُرفاً للتمرين والمعالجة الصوتية بأحجام مختلفة، واستوديوهات موسيقية، وقاعات للحفلات الموسيقية، وقاعات بروفة، وغُرف تنسيق الأغاني، ومحطات عمل لموسيقى الكمبيوتر.
كما تقدم المراكز من خلال برنامج "إنتاج الموسيقى" دورات تدريبية متعمقة في إنتاج الموسيقى، وقاعات للحفلات، واستوديوهات مجهزة بالكامل، إلى جانب طابق يضم أكثر من 15 معملاً مخصصاً للفيديو والصوت، مع الدعم المهني، ومساعدة المتدربين في التواصل وبناء العلاقات مع الفاعلين في المجال.