بعد سنوات من القطيعة بين البلدين، وصل أمير قطر، الأمير تميم بن حمد آل ثاني، إلى مصر أمس (الجمعة)، قادمًا من رواندا، في ظل نشاط دبلوماسي كبير قبل قمة عربية أمريكية تستضيفها المملكة منتصف يوليو المقبل.
تأتي الزيارة بعدما أعلنت قطر في مارس 2022، عن نيتها استثمار أكثر من 5.4 مليار دولار في مصر، عقب جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.
كانت زيارة أمير قطر الأخيرة لمصر في عام 2015، خلال القمة العربية التي عقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، أي منذ سبع سنوات.
بحسب مصادر من الجانبين، فإن الزيارة التي تستمر ليومين، تستهدف التطبيع الكامل للعلاقات، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية، إضافة إلى ضخ الاستثمارات التي سبق وأعلنت عنها قطر، خاصة في مجال الطاقة.
ومن المتوقع أن تطوي الزيارة صفحة القطيعة السياسية على المستوى الرسمي، بإطلاق مجلس أعمال مصري قطري مشترك، يتضمن رجال أعمال من البلدين، لتعزيز العلاقات الاقتصادية ومجالات الاستثمار والتجارة بين البلدين.
محطات رئيسية
في عام 2013، شهدت العلاقات العربية ممثلة في علاقات المملكة والإمارات والبحرين ومصر، من جهة، وقطر من جهة أخرى، قطيعة، على خلفية اتهامات للسلطات القطرية بدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
إلا أنه بعد سنوات من هذا التاريخ، بدأت انفراجات في هذه العلاقة، بعد مبادرة تحمل العلم السعودي، بتوقيع بيان قمة العلا، في العام الماضي، لتشهد العلاقات الخليجية تطورًا ومصالحة تاريخية، ومنذ ذلك الحين التقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي وأمير قطر مرتين في مؤتمرات دولية.
استثمارات الطاقة
ووقع العملاق القطري "قطر إنرجي" في التوقيت نفسه، اتفاقًا مع شركة أكسون موبيل يستحوذ بموجبه على 40% من حصتها في حقل تنقيب في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية.
أهلا تميم
وتزامنًا مع الزيارة المرتقبة، كان وسم "أهلا بتميم"، هو الأكثر تداولًا عبر عدة منصات للتواصل الاجتماعي، مصحوبًا بصور للرئيس المصري، مع أمير قطر لحظة استقباله في مطار القاهرة الدولي.
وكان الرئيس المصري، قد استقبل أمير قطر عند سلم الطائرة بعد وصوله إلى مطار القاهرة وتبادلا الأحاديث الودية وهما يسيران على السجاد الأحمر ضمن مراسم الاستقبال الرسمية.
السفير القطري في مصر
في السياق نفسه، قال سفير دولة قطر في القاهرة، سالم بن مبارك آل شافي، إن زيارة أمير قطر لمصر، ولقاءه مع شقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي تتويجاً للجهود والاتصالات وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين على مدى الأشهر الماضية وتصب في صالح علاقات التعاون الحالية والمستقبلية بين البلدين في كافة المجالات.
وأشار آل شافي، إلى أن الظروف الحالية التي يمر بها العالم وحالة عدم اليقين وعدم الاستقرار تفرض العديد من التحديات أمام الحكومات والشعوب، مما يتطلب التشاور بين قيادتى البلدين لتبادل الرؤى ووجهات النظر إزاء التعامل الأمثل مع هذه المسائل والقضايا.
تعليق أمريكي مقتضب
وفيما علق البيت الأبيض على النشاط الدبلوماسي، الذي بدأ بجولة ولي العهد محمد بن سلمان إلى مصر والأردن وتركيا، قائلًا إن الجميع سيرون أشياءً مثيرة للاهتمام خلال زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة إلى الشرق الأوسط، لحضور القمة الخليجية الأمريكية التي تضم دول مجلس التعاون الخليجية وكل من العراق ومصر والأردن.