قبل أسبوع من اليوم (الأربعاء)، بدأ صحفي عراقي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، نشر تسريبات منسوبة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي.
لم تكن التسريبات بحد ذاتها هي المشكلة، لكن ما تضمنته التسريبات عن التيار الشيعي في العراق وزعيمه مقتدى الصدر، هو ما أشعل الأزمة.
قصة التسريبات
نُشرت التسريبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وظهر الجزء الأول منها في 13 يوليو 2022، وتضمن تصريحات منسوبة إلى المالكي جاء فيها أن الشيعة اليوم في العراق يقفون موقفًا يدافعون فيه عن أنفسهم ومذهبهم ومستقبلهم.
كما تضمن التسجيل اتهامًا لمسعود البارازاني باعتباره احتضن السنة حتى يضربوا الشيعة، ويؤكد التسجيل المنسوب للنوري، أن هناك اتفاق مع بارازاني لاختراق الوضع الشيعي عن طريق مقتدى الصدر وآخرين.
ويشير التسجيل إلى كون النوري قاتل أتباع التيار الصدري بالبصرة وكربلاء وبغداد، في وقت لم يتملك فيه أتباع النوري أسلحة كافية بحسب التسجيل.
ولفت التسريب إلى أن الإيرانيين دعموا تيار مقتدى الصدر بالصواريخ الذكية (أرض الميثاق)، معتقدين في إمكانية صنع شبيه لزعيم حزب الله حسن نصر الله.
التسريب الثاني
في المقطع الثاني من التسريب، اتهم النوري مقتدى الصدر، وأتباع التيار الصدري بأنهم خونة وجبناء، وأنهم أكلوا أموال الدولة وقتلوا واستباحوا الدماء.
كما وصف المالكي، السنة بأن أغلبهم حاقدون عليه، مؤكدًا على أن مشروع مقتدى الصدر سيقضي على مشروع التشيع، وهو هدف بريطاني.
التسريبان الرابع والخامس
في الجزء الرابع من التسريب، والذي نشر في 16 يوليو 2022، يتحدث المالكي عن كون المرحلة القادمة هي مرحلة قتال، حتى بعدما دعاه الكاظمي لاجتماع، حسب قوله.
وأكد المالكي أن الجيش والشرطة العراقيين لا اعتماد عليهم، ولا يمكن أن يصنعوا أي فارق، ولذلك لا بد أن تتم مطالبتهم بتسليح الشيعة، لأن الشيعة لا يثقون بالشرطة ولا الجيش، ويريدون حماية أنفسهم بأنفسهم.
وهدد المالكي بالهجوم على النجف، ووصف الصدر بكونه حاقدا ولديه خصال سيئة، وأنه يريد أن يصير "الرب الأعلى والإمام المهدي"، واصفًا الحشد بكونه أمة من الجبناء.
نفي المالكي
بعد يوم من بداية ظهور التسريبات، أصدر رئيس الحكومة العراقية الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، بياناً نفى فيه صحة ما أورده تسجيل صوتي واصفا التسجيل بالمفبرك.
وأشار البيان إلى أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت تسجيلا صوتيا مفبركا يتميز بتقليد مقبول لصوت نوري المالكي يتحدث فيه عن جملة من القضايا السياسية.
وأضاف أن ما جاء في التسجيل الصوتي المنشور لا يعود لنوري المالكي، وما نشر هو تسجيل تم توليفه عبر تقنيات الصوت الحديثة مستخدمين تقنية Deep Fake، التي أصبحت متوفرة بسهولة، لتقليد صوت شخص ما بدرجة من الدقة يمكن أن تخدع الجمهور بواسطة الأجهزة الذكية المتوفرة في الأسواق".
رد الصدر
فيما طالب مقتدى الصدر في بيان عبر تويتر، يوم (الاثنين)، بإطفاء الفتنة من خلال استنكار القيادات المتحالفة مع المالكي وعشيرته، معتبرا أن لا حق للمالكي بقيادة العراق بأي شكل.
ونصح الصدر، المالكي بالاعتكاف واعتزال العمل السياسي، مشيراً إلى أن وصوله للسلطة سيكون خرابا ودمارا للعراق وأهله.