أثار إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس (الاثنين)، مـقتل زعيم تنظيم القـاعدة أيمن الظواهري في ضـربة أمريكية بأفغانستان، ردود فعل واسعة بسبب توقيت إعلانها، خاصة بعدما نوهت تقارير صحفية بمعرفة إدارة بايدن بموقع الظواهري منذُ أشهر، إلا أنها أجلت الإعلان عن العملية حتى هذا التوقيت.
أهداف خاصة
وفسّر المختص في علم الجـريمة ومكافحة الإرهـاب بجامعة القصيم، الدكتور يوسف الرميح، خلال حديثه لـ"أخبار 24"، إعلان مـقتل زعيم تنظيم القـاعدة في هذا التوقيت، حيث أرجع ذلك لأهداف خاصة بالرئيس الأمريكي، والذي يعيش أسوأ فترات ولايته، وسط انخفاض شعبيته.
وأضاف أن بايدن يحاول زيادة شعبيته، خاصة مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي بعد 3 أشهر، كما يسعى لزيادة شعبية حزبه الديمقراطي، مؤكدًا أن الظواهري عدو للجميع، خاصة أنه شارك في سفك كثير من دمـاء الأبرياء، ولذلك بغض النظر عن الاتفاق مع الإدارة الأمريكية أو الاختلاف معها، فإن مـقتله يعد مكسبًا للجميع.
مدى تأثير الظواهري
ومن جانبه، رأى الباحث في شؤون الجامعات المتطرفة، حمود الزيادي، أن أهم ملامح تصـفية الظواهري يتمثل في أنها تمت في منزل آمن يتبع لمدير مكتب وزير الداخلية في حكومة حركة طالبان بالقرب من السفارة الأمريكية، وهو ما يشير إلى أن هناك تتبعا منذ عدة أشهر.
وأشار إلى أن الظواهري لم يكن مسيطرًا على تنظيم القـاعدة، فمعظم عناصره لا يحصلون على الأوامر منه، كما أن خطابات الظواهري لم تكن تؤثر على الجانب العملياتي للتنظيم، ولكنه كان بمثابة رمزية لما يسمى "الجهاد العالمي" الذي نشط في أفغانستان.
وذكر أنه يمكن لمس ذلك من خلال انشقاق المرجعية بين تنظيمي داعـش والقـاعدة، بعد أن كان الأول فرعًا للتنظيم الذي يقوده الظواهري في العراق، مؤكدًا أنه من المرجح إعلان القيادي بالقاعدة سيف العدل المصري زعيمًا للتنظيم خلفًا للظواهري، خاصة في ظل امتلاكه لاتصالات مع أفرع القـاعدة النشطة في العالم.
وأضاف أن القاعدة لن تتأثر بمقـتل الظواهري، كما أن سيف العدل المصري من الممكن أن يكون أكثر خطورة بعد الذهاب إلى أفغانستان، وحال محاولته استعادة نشاط التنظيم على مستوى العمليات الإرهـابية.
وعلى المستوى السياسي، أكد الزيادي أن العملية ترتبط بشكل واضح بالانتخابات الأمريكية النصفية في نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن هذه العملية تمثل محاولة لتعزيز شعبية بايدن وحزبه الديمقراطي، خوفًا من فوز الجمهوريين وتعطيلهم لخطط الرئاسة الأمريكية فيما تبقى من ولاية بايدن.
اغتيال الظواهري، واستفزاز الصين
من جهتها قالت الكاتبة أمل الهزاني إن الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي يسعون إلى تعزيز نصيبهم في الفوز في الانتخابات التشريعية القادمة، من خلال استغلال عملية اغتيال الظواهري، واستفزاز الصين بزيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، مؤكدة أن هذه الأفعال تندرج تحت تجميع النقاط للفوز بأغلبية المقاعد في الانتخابات.
وأضافت أن مـقتل الظواهري لا يعد على أرض الواقع انتصارا كبيرا كونه ورقة محروقة ولا تأثير فعلي له مقارنة بسليماني أو البغدادي، لكنه معنويا يعتبر سياسة رابحة في الداخل الأمريكي.
وأكدت أن زيارة بيلوسي أكثر أهمية وتأثيرا، لأن الصين وإن لم ترد عسكريا سيكون لها رد فعل يتناسب مع الزيارة بالنهاية؛ مبينة أن واشنطن أرادت تحريك الجبهة الصينية، بالتماشي مع استعداء الروس في أوروبا.