خلَّفت الحضارات الغابرة العديد من المواقع الأثرية بالمملكة، وبقيت شاهدة عليها ودالَّة على ما يميّزها من عمق في التفكير، وإبداع في العمارة والفنون، وفلسفة حياتيّة عظيمة، حيث تكمُن أهميّة المواقع التاريخية في كونها مساهماً رئيسياً في دعم التراث الثقافي.
وتزخر المملكة بتراث وتاريخ ثقافي غني ومتنوع يحتوي على الجانب المادي من هذا التراث على أشكال متعددة تعكس التاريخ العميق لكل منطقة بالمملكة، والمعروفة بشساعة وتنوع مجالها الجغرافي.
ووثق المختص بعلم الآثار القديمة، عبدالإله الفارس، فنًا من فنون رجوم صعصع الأثرية الواقعة جنوب تيماء، والتي تضم مجموعة من المدافن الركامية، وتجسد الإرث الحضاري والتاريخي للمدينة وانفردت بأشكال دائرية ومستطيلة ودائرية مدرجة.
وقال الفارس لـ"أخبار 24" إن "رجوم صعصع" الواقعة جنوب مدينة تيماء في منطقة تبوك، على بعد كيلومتر واحد من سور تيماء الأثري، تضم مجموعة من أقدم المقابر الركامية التي يعود تاريخها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد.
وأضاف أنها تعد من أهم وأضخم المواقع الأثرية في تيماء؛ كونها أكبر المقابر القديمة المكتشفة في الجزيرة العربية بطول 9 كم وعرض 3 كم، حيث تحتوي على مجموعة من التلال الأثرية تشكل مدافن ركامية بأنماط معمارية مختلفة تعكس التطور والتنوع الحضاري والتاريخي بالمنطقة.
وبيّن أن الموقع يوجد على هضبة من الحجر الجيري، وآلاف التلال الأثرية التي تمتد على مسافة تصل إلى أكثر من 7 كيلومترات، وتشكل حقلاً واسعاً من المدافن الركامية لينفرد بأشكالها المتعددة، وقد أدت أعمال التنقيبات في بعض المدافن لمعرفة تفاصيل بنائها وأنماطها المعمارية.
وأوضح الفارس أن المدافن بُنيت من حجارة منتظمة الشكل للوجه الخارجي للجدران، أما الداخل فبُني بحجارة غير منتظمة، وقد عُثر في هذا المدفن على عدد من الكسر الفخارية المختلفة والعظام والأصداف والقواقع والأواني الفخارية المميزة والمتقنة بالصناعة.