أُسدل الستار على قصة الحوت الأبيض، الذي ضلّ طريقه قبل أسبوع، ووصل إلى نهر السين، بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس.
وقالت السلطات الفرنسية إن الحوت الأبيض، الذي تم انتشاله من نهر السين في وقت مبكر اليوم (الأربعاء)، نفق رغم محاولة حثيثة لإنقاذه، ووصفت السلطات عمليات الإنقاذ بأنها غير مسبوقة.
بداية القصة
تعود بداية القصة إلى يوم الأربعاء الماضي، حين أعلنت السلطات الفرنسية، أن حوتًا أبيض ضل طريقه ووصل إلى نهر السين، قرب العاصمة باريس، وحثت السلطات مواطنيها على ضرورة الابتعاد عن الحوت الأبيض حتى لا يشعر بالتوتر.
وقالت منطقة نورماندي في بيان لها في ذات اليوم، إن الحيتان البيضاء التي تعيش عادة في المياه القطبية وشبه القطبية، وكذلك في مصب نهر سان لوران في كيبيك بكندا، أحيانا تضل طريقها إلى الجنوب.
وأشارت المنطقة إلى أن الحيتان البيضاء يمكنها البقاء على قيد الحياة لفترة من الوقت في المياه العذبة، مضيفة أنها تجري حاليًا تقييمًا صحيًا لحالة الحوت.
ندرة النوع
ولفت مرصد "بيلاجيس" المتخصص في الثدييات البحرية إلى أن هذا الحوت هو الثاني من نوع بيلوغا، الذي تبين وجوده في فرنسا، إذ سبق أن انتشل صياد واحدا عند مصب نهر لوار (وسط فرنسا) عام 1948.
مغذيات
وفي نهاية الأسبوع الماضي، مُنح الحوت الأبيض المعروف باسم "البيلوغا " "كوكتيل فيتامينات"، في محاولة للحفاظ على صحته وتنظيم العمليات الحيوية في جسمه.
فيما حذرت جمعية "سي شيبرد" من أن نهر السين ملوث جدا وصاخب جدًا، بسبب كثافة الملاحة فيه، وبالتالي ليس بيئة ملائمة للحيتان التي تزعجها الضوضاء.
التغير
واعتبرت سلطات إقليم أور الواقع في شمال غرب فرنسا، الذي رُصد الحيوان فيه يوم (الخميس) الماضي، أن وضع الحوت الأبيض الصحي "مقلق".
وأفادت بأن جلد البيلوغا يتغير "وأصبح أنحف"، علما أن حجم الحوت من هذا النوع يصل إلى أربعة أمتار في مرحلة البلوغ.
وأظهرت عملية التشريح الحالة البدنية السيئة للأوركا، وهي أنثى يزيد طولها على أربعة أمتار، ويبلغ وزنها أكثر من 1100 كيلوغرام.
وفي ذلك الوقت، اقتربت وحدات الإنقاذ إلى مسافة نحو 50 مترا من الحوت، وأوقفت محركات مراكبها وأجرت تسجيلات صوتية، لكن البيلوغا لم يصدر أي انبعاثات صوتية.
التطورات
وفي تطورات للقصة، اقتادت السلطات المحلية، الحوت الضال إلى هويس، اليوم (الأربعاء)، ورغبت السلطات في نقل الحوت إلى هويس آخر أقرب إلى البحر، والمياه المالحة، في محاولة لإرجاعه إلى موطنه الأصلي.
وبدأت عمليات إنقاذ الحوت، الذي يعاني سوء التغذية، ورغم أن نقل الحوت يشكل خطورة عليه، فقد قالت منظمة سي شيبرد، التي تشارك في عملية الإنقاذ، إنه لا يمكن أن يبقى في مياه النهر الدافئة غير المالحة لفترة أطول.
ولم تستطع السلطات الكشف عن السبب الذي جعل الحوت يضل عن موطنه الطبيعي، خاصة وأنها ليست الحادثة الأولى.
ففي أواخر مايو، نفق حوت مريض لأسباب طبيعية بعد أن انفصل عن عائلته وقطع عشرات الكيلومترات وصولا إلى نهر السين، وذلك بعدما فشلت محاولات إرشاده للعودة إلى البحر.