شيعت جموع غفيرة مساء اليوم (الأحد) جثامين 20 شخصًا من ضحايا حـادث حريق كنيسة أبو سيفين المنيرة بمحافظة الجيزة، بعد صلاة الجنازة عليهم من القساوسة، وسط حضور أسر الضحايا لتوديعهم الوداع الأخير.
وكانت النيابة العامة في مصر أعلنت الانتهاء من مناظرة كافة جـثامين ضحايا الحادثة التي أدت إلى وفـاة وإصابة عدد من الحضور.
وأوضحت النيابة أنه لا وجود لإصابات في جـثامين المتوفين دالة على أمور أخرى خلاف الاختناق الذي أدى إلى حالات الوفاة، مشيرة إلى أن فريق التحقيق انتقل برفقة الطبيب الشرعي، وأجرى توقيع الكشف الطبي الظاهري على الجـثامين.
من جهته قال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إنه تقرر صرف 100 ألف جنيه مصري إعانة لكل أسرة من أسر ضحايا الحريق، و20 ألفا للمصابين.
وكان حريقا قد اندلع صباح اليوم (الأحد)، في كنيسة أبو سيفين المنيرة بمحافظة الجيزة، أسفر عن وفاة 41 شخصًا من بينهم كاهن الكنيسة، وإصابة 14 آخرين، بينهم ضابطان و3 أفراد من قوات الحماية المدنية، وفقًا لبياني وزارة الداخلية المصرية والكنيسة المصرية.
الجهات المختصة تباشر الحريق
في السياق نفسه، قال وزير الصحة والسكان المصري، الدكتور خالد عبد الغفار، إن وزارة الصحة دفعت بـ30 سيارة إسعاف لموقع الحريق، فيما نقلت 55 حالة إلى مستشفيات (إمبابة العام، والعجوزة)، وجارٍ التعامل مع الحالات المصابة، وكذلك حصر حالات الوفاة.
وأشار عبدالغفار إلى رفع حالة الاستعداد بمستشفيات محافظتي الجيزة والقاهرة، مشيرًا إلى توفر جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.
خلل في التكييف سبب الحريق
وقالت وزارة الداخلية المصرية، إن فحص أجهزة الأدلة الجنائية بيّن أن الحريق نشب بتكييف بالدور الثانى بمبنى الكنيسة، والذى يضم عددا من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائي، وأدى ذلك لانبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيس فى حالات الإصابات والوفيات.
فيما أوضح مصدران أمنيان لـ"رويترز" أن الحريق اشتعل نتيجة ماس كهربائي بمولد الكهرباء الخاص بالكنيسة، وأدى إلى تدافع المصلين الذين تجاوز عددهم خمسة آلاف.
وأضافا أن النيران كانت تحجب باب الخروج من قاعة الصلاة مما أدى لتفحم بعض الجثث، كما ذكر المصدران أن غالبية القتلى من الأطفال.
تدافع وتفحم الجثث
وذكر شهود عيان لـ"رويترز" أن أغلب المصلين كانوا بالطابقين الثالث والرابع، وتدافعوا للنزول من السلم فسقطوا فوق بعضهم، وبعدها سُمع صوت فرقعة وشرار كهرباء وتصاعدت ألسنة النيران من كل الشبابيك.
وأضافوا أن الجثث كلها متفحمة وكثير منهم أطفال كانوا متواجدين في غرفة الحضانة بالكنيسة.
النيابة تفتح تحقيقاً
بدوره، أمر النائب العام المصري، بتشكيل فريق للتحقيق في الحريق والوقوف على أسبابه، حيث انتقل الفريق على الفور لمعاينة موقع الحادث وبدء إجراءات التحقيق، وستعلن النيابة العامة المصرية النتائج كلما تسنى ذلك.
أشار شهود عيان في موقع الحادث، بحسب وسائل إعلام مصرية، إلى أن معظم الضحايا من الأطفال نظرًا لوجود دار حضانة داخل الكنيسة، مؤكدين أن الحريق شبّ بالطابقين الثالث والرابع.
السيسي يعزي البابا
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنه يتابع عن كثب تطورات الحادث الأليم، الذي وقع في كنيسة أبو سيفين، مضيفاً أنه وجه أجهزة ومؤسسات الدولة، باتخاذ الإجراءات اللازمة في التعامل مع هذا الحادث، وتوجيه كافة سبل الدعم والرعاية لأسر الضحايا والمصابين.
وتقدم السيسي بخالص العزاء لأسر الضحايا، الذين وصفهم بالأبرياء الذين انتقلوا لجوار ربهم في بيت من بيوته التي يعبدونه بها.
وفي وقت لاحق، قدم السيسي، التعزية والمواساة لبابا الأقباط البابا تواضروس الثاني، خلال اتصال هاتفي، مؤكداً أنه يتابع بنفسه تطورات الحادث وحالة المصابين.