close menu

المملكة وأوزبكستان.. اعتراف بالاستقلال قاد تاريخاً طويلاً من التعاون والاستثمارات بين البلدين

المملكة وأوزبكستان.. اعتراف بالاستقلال قاد تاريخاً طويلاً من التعاون والاستثمارات بين البلدين
المصدر:
أخبار 24

شهدت العلاقات التي تجمع المملكة وأوزبكستان، العديد من المحطات التاريخية التي شكلت الصلات بين البلدين على كافة المستويات عبر أكثر من 30 عاماً.

وتعود العلاقات بين البلدين إلى عام 1991، حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي بادرت إلى الاعتراف باستقلال أوزبكستان، بعد إعلان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي؛ ليبدأ البلدان مسيرة ليست بالقصيرة من التعاون في مجالات مختلفة.

ونستعرض هنا أبرز المحطات في تاريخ العلاقات بين المملكة وأوزبكستان:

الاعتراف والعلاقات الدبلوماسية

اعترفت المملكة باستقلال أوزبكستان منذ انفصالها عن الاتحاد السوفيتي، وتم التوقيع على مذكرة التفاهم بين البلدين في 30 ديسمبر عام 1991، واتفاقية في 20 فبراير 1992 لتبادل البعثات الدبلوماسية.

وفي العام الثاني لاستقلال أوزبكستان وتحديداً في أبريل 1992، استقبل الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز رئيس أوزبكستان إسلام كريموف، في الزيارة الرسمية الأولى للمملكة، والتي وضعت أساساً للعلاقات الثنائية؛ ليتبادل مسؤولو البلدين بعدها الزيارات؛ بما في ذلك زيارة وزير الخارجية الأسبق الأمير سعود الفيصل لأوزبكستان في فبراير 1992، والتي ساعدت على تعزيز التعاون بين البلدين.

وافتتحت أوزبكستان في شهر مايو 1995 سفارتها في المملكة، وفي المقابل افتتحت سفارة المملكة في أوزبكستان في شهر مارس عام 1997.

تنسيق متبادل

وتعد أوزبكستان عضواً مع المملكة في مجموعة كبيرة من المنظمات الإقليمية والدولية، كما أن هناك تنسيقاً مستمراً بين البلدين الشقيقين في المحافل والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي إلى جانب مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، كما شاركت المملكة بوفد رفيع المستوى في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية المنعقدة أعمالها في عاصمة أوزبكستان طشقند العام الماضي.

ووقعت المملكة وأوزبكستان عدة اتفاقيات بمجالات مختلفة، شملت اتفاقية إطار التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتكنولوجية والثقافية والشباب والرياضة، كما تم توقيع اتفاقية بين البلدين في نوفمبر عام 2008؛ لتجنب الازدواج الضريبي، إضافة إلى توقيع اتفاقية النقل الجوي.

تطوير العلاقات

وشهدت العلاقات السعودية الأوزبكية تطوراً ملحوظاً بعد تولي الرئيس شوكت ميرضيائيف، مقاليد الحكم في 2016، حيث زار المملكة مشاركاً في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بشهر مايو 2017، في أول زيارة لرئيس أوزبكي منذ زيارة الرئيس السابق إسلام كريموف، في أبريل 1992.

وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عقدت في يناير عام 2021، فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأوزبكي في مدينة بخارى، وجرى فيها التوقيع على عدد من الاتفاقيات أبرزها اتفاقية تعاون لتأسيس مجلس الأعمال السعودي الأوزبكي؛ لمواصلة وتعزيز العمل المشترك وتمكين القطاع الخاص من الوصول إلى الفرص الاستثمارية في كلا البلدين.

كما شهد المنتدى اتفاقية ثنائية بين طيران ناس السعودي والخطوط الأوزبكية بهدف تشغيل رحلات مباشرة بين السعودية وأوزبكستان، ومذكرة تفاهم بين مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان بهدف تعزيز وتطوير التعاون في مجال التعليم والبحوث والدراسات العلمية وعمليات الطباعة والثقافة والمخطوطات.

كما رعى وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وضع حجر الأساس لمحطة سيرداريا ذات الدورة الغازية المركبة لتوليد الكهرباء، بطاقة إنتاجية تبلغ 1500 ميجاوات، وإطلاق مشروعات شركة أكواباور في مجال توليد الكهرباء من طاقة الرياح في منطقة بخارى، بطاقة إنتاجية تبلغ 1000 ميجاوات، وتوقيع اتفاقيات شراء الكهرباء لها في جمهورية أوزبكستان.

التبادل التجاري

وكشف اتحاد الغرف التجارية السعودية أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وأوزبكستان بلغ 289 مليون ريال خلال الخمس سنوات الماضية.

وأوضح خلال تقرير اقتصادي أصدره بمناسبة زيارة الرئيس شوكت ميرضيائيف إلى المملكة، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2021 بلغ 65 مليون ريال، مفيداً بأن قيمة صادرات المملكة إلى أوزبكستان في عام 2021 نمت بنسبة 20%، مقارنة مع 2020، وبنسبة 200% عن قيمتها في 2019.

وأشار إلى أن قيمة واردات المملكة من أوزبكستان زادت في عام 2021 بنسبة 37% مقارنة بقيمتها في 2020، كما زادت قيمة الميزان التجاري لصالح أوزبكستان في عام 2021 بنسبة 37% عن قيمتها في عام 2020، فيما ارتفعت قيمة التجارة بين البلدين في عام 2021 لتبلغ 65 مليون ريال، محققة نمواً بلغت نسبته 38% عن قيمتها في 2020 م.

وبين التقرير أهم صادرات المملكة إلى أوزبكستان التي تمثلت في مبيدات للحشرات بقيمة 2.8 مليون ريال، والأسمدة المعدنية أو الكيماوية بقيمة 0.8 مليون ريال، فيما كانت أهم الواردات السعودية من جمهورية أوزبكستان، العنب الطازج أو المجـفف بقيمة 28.79 مليون ريال، وثمار قشرية طازجة أو جافة، بقشرها أو بدونه بقيمة 5.43 مليون ريال، والزنك غير مشغول (خام) بقيمة 3.19 مليون ريال.

استثمارات أكوا باور

وتعد شركة أكوا باور الشركة السعودية الوحيدة المستثمرة في أوزبكستان، وبلغت قيمة استثماراتها 2.6 مليار دولار، حيث نفذت أو تشارك في تنفيذ 4 مشروعات لتوليد الطاقة بشقيها المتجددة والتقليدية، وتمثل طاقة التوليد من هذه المشروعات 20% من إجمالي الطاقة الإنتاجية في البلاد.

وتتطلع الشركة لمجالات تعاون مستقبلية مع الجانب الأوزبكي بما يقارب ملياري دولار، كما تعمل على إنشاء معهد أبحاث للطاقة المتجددة والهيدروجينية، بالتعاون مع شركة (إير برودكتس)، وحظيت مذكرة التفاهم الخاصة بإنشاء المعهد باهتمام الرئيس الأوزبكي، الذي أصدر قراراً جمهورياً بتأييدها.

كما وقعت "أكوا باور" في مايو 2021 اتفاقية مع وزارتي الاستثمار والتجارة الخارجية، والطاقة بجمهورية أوزبكستان، تتولى بموجبها الشركة تنفيذ وتطوير وبناء وتشغيل مشروع طاقة رياح بطاقة إنتاجية تصل إلى 1500 ميجاوات بمنطقة كاراكالباكستان الأوزبكية؛ لتصبح المحطة -عند تشغيلها- الأكبر من نوعها في منطقة آسيا الوسطى، وإحدى أكبر محطات طاقة الرياح على مستوى العالم، إضافة إلى توقيعها في ديسمبر 2021م، الاتفاقية الخاصة بمشروع رياح نوكوس بقدرة 100 ميجاوات في جمهورية أوزبكستان.

علاقات اقتصادية وثيقة

وتعمل اللجنة السعودية الأوزبكية المشتركة على تحقيق تطلعات قيادتي وشعبي البلدين في تنمية وتطوير العلاقات الثنائية، حيث أقيم خلال العامين الماضيين 6 منتديات لأصحاب الأعمال السـعوديين والأوزبـكيين، كما عُقد منتديان افتراضيان في شهر رمضان عام 2020.

وبلغت قيمة التبادل التجاري بين المملكة وأوزبكستان 16.6 مليون دولار في العام 2021، منها صادرات سعودية بقيمة 1.6 مليون دولار، مقابل واردات بقيمة 15 مليون دولار، وبذلك يميل الميزان التجاري لصالح أوزبكستان بـ 13 مليون دولار.

وكانت أهم السلع الوطنية المصدرة إليها الأسمدة، والألومنيوم ومصنوعاته، والفواكه، والمواد الدابغة؛ ألوان ودهانات، وآلات وأدوات آلية وأجزاؤها، فيما كانت أهم السلع المستوردة منها الفواكه، وزنك (توتياء) ومصنوعاته، والسجاد، وسلع ذات أحكام خاصة، والألبسة الجاهزة.

وبلغ حجم صادرات المملكة غير النفطية إلى أوزبكستان في 2021م نحو 6 ملايين ريال، فيما بلغت الواردات غير النفطية 55 مليون ريال، كما تعد البتروكيماويات من أهم صادرات المملكة إلى أوزبكستان، فيما تعد المنتجات الغذائية أعلى الواردات وصولاً للأسواق السعودية.

وقدّم الجانب الأوزبكي إلى الجانب السعودي، مقترحاته لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال العام 2022، وركزت المقترحات على الجانب الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري إلى 100 مليون دولار في العام الحالي؛ وصولاً إلى 400 مليون دولار في العام 2024.

وتستضيف المدينة الصناعية بالرياض مصنعاً واحداً باستثمار سعودي أوزبكي مشترك في مجال صناعة الأجهزة الكهربائية وإنتاج مجاري الهواء الخاصة بالتكييف.

وقام الصندوق السعودي للتنمية بدعم حكومة أوزبكستان بعدة قروض تنموية، حيث قدم الصندوق 11 قرضاً تنموياً للمساهمة في تمويل تنفيذ 11 مشروعاً في قطاعات الصحة والتعليم والطرق والري ومياه الشرب والإسكان، بمبلغ إجمالي قدره 85.1076 مليون ريال، وقد اكتمل تنفيذ 5 مشروعات منها، ويجري تنفيذ 4 مشروعات حالياً، كما يجري الإعداد لتنفيذ مشروعين آخرين.

مجالات تعاون مختلفة

وفي المجال الإغاثي والإنساني؛ قدمت المملكة إلى أوزبكستان -بحسب منصة المساعدات السعودية- مساعدات بقيمة 333 مليوناً و547 ألف دولار، منذ العام 2008 حتى العام الماضي؛ لـ 18 مشروعاً في قطاعات البنية التحتية، والمياه والإصحاح البيئي، والزراعة والغابات والأسماك، والنقل والتخزين، والتعليم والصحة، وكان الدعم الأكبر في العام 2018 بمبلغ 93 مليوناً و306 آلاف دولار.

وبناءً على بيانات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، يعمل 442 أوزبكياً في المملكة حالياً، وتواصل الوزارة، التباحث مع الجانب الأوزبكي؛ لتوقيع اتفاقيات ثنائية في مجال توظيف العمالة المنزلية والعمالة من الفئة العامة، ويتسق ذلك مع رغبة الحكومة الأوزبكية في إيجاد فرص عمل للشباب من مواطنيها في المملكة.

وتتيح وزارة التعليم في المملكة للطلاب الأوزبكيين فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي، ويدرس 91 طالباً أوزبكياً حالياً في العديد من التخصصات الأكاديمية بالجامعات السعودية.

وفي مجال النقل والدعم اللوجيستي تعمل وزارة النقل والخدمات اللوجستية، بالتنسيق مع وزارة الاستثمار، على توقيع مذكرة تفاهم بين المملكة وأوزبكستان، تتضمن تعزيز التعاون بين البلدين في مجال نقل الركاب والبضائع والأمتعة والبريد، وتشغيل الرحلات الجوية بين البلدين.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات