توفي اليوم السبت الإعلامي غالب كامل، حيث نعاه ابنه رائد، وهو أحد إعلاميي الرعيل الأول للإعلاميين في الإذاعة والتلفزيون.
ونعت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإعلامي القدير غالب كامل أحد مؤسسي الإذاعة والتلفزيون، الذي وافته المنية اليوم السبت، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، حيث عُرف بفصاحته وتميز إلقائه وقدرته على إدارة الحوارات.
وكان غالب كامل قد نُقل عبر طائرة الإخلاء الطبي إلى الرياض لتلقي العلاج، واهتم كثير من الإعلاميين والمواطنين بالسؤال عنه في مرضه ودعوا له بالشفاء.
وبدأ غالب العمل الإعلامي في الكويت، ثم عاد للرياض وتقدم للعمل في إذاعة المملكة، واشترط عليه والده للموافقة على عمله في الإعلام ألا يعمل في غير الإعلام السعودي.
ويمتلك كامل سجلًا كبيرًا من العمل الإعلامي، كان خلاله أحد المؤسسين للإذاعة والتلفزيون في المملكة، مبرزًا فصاحة كبيرة في العمل الإعلامي ومحاورة ضيوفه.
غالب كامل الإنسان
وفي مطلع الألفية الجديدة غاب كامل عن الحضور الكامل، إلا أنه ظل حاضراً في المناسبات الوطنية والإعلامية المهمة، آخرها كان حضوره فعاليات المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية في منتصف العقد الماضي، بدعوة من أميرها الأمير فيصل بن سلمان الذي وجه دعوة خاصة للإعلامي المخضرم لحضور المناسبة.
وكان غالب كامل معروفاً بين أشخاص كُثر في تلك المناسبة بأنه شخص لطيف ووديع، يذكره الجميع بالخير وفقاً لعدد من الذين رافقوه في تلك المناسبة.
ويروي كاتب صحافي موقفاً جمعه بغالب، قائلاً: "دعوته لجولة في المدينة من مقر إقامته في الفندق الأبرز على أطرافها، ولبى الدعوة على أن تكون عقب مغرب اليوم التالي.. وبعدما وصلت للغرفة طلب أن يصلي جمعاً قبل أن يغادر (لظروف سفره وتعبه)، وانتظرته في صالة الجناح وسمعت ترديدات صلاته، كما لو كانت برنامجاً إذاعياً فائق الترتيب، صوت خافت عابر للفضاء وإحساس صادق تستشعر صدقه من بعيد مع كلمات الدعاء وهمسات الصلوات".
وأضاف: "خلال الجولة، رافق غالب أحد الزملاء بسيارته المتواضعة ولم يكن إلا خير رفيق، ثم توقفا عند إحدى الصيدليات ليسأل عن جهاز ما يساعد في التنفس، فكان الصيدلي الوافد، ورغم اليقين بعدم معرفته بالرجل، إلا أنه أدرك أنه وجه مألوف وشخص يمتلك كاريزما ظاهرة، جعلته يسأل إن كان يوماً قد مر على شاشات التلفزيون".
وتابع: "حينها ضحك كامل وأبدى تواضعاً كالعادة، غير أن المرافق كاد يقول للسائل بل هذا من تعرفه الكاميرات والشاشات والميكرفونات وليس من يزورها فقط"، مشيراً إلى أن الجولة تشبه رحلة غالب كامل في الحياة، حيث شملت ظهوراً وحديثاً مع الناس، وروحاً مرحة وجميلة ومحبة للحياة، وكذلك انضباطاً وسلوكاً مقرباً من رب العباد.
جيل المؤسسين
ويُعتبر كامل من أقدم مذيعي القناة السعودية الأولى، حيث كان برفقة عدد من الإعلاميين، أمثال ماجد الشبل وعبدالرحمن يغمور وسليمان العيسى وحسين النجار، من مؤسسي الإذاعة والتلفزيون في السعودية، كما لُقّب بـ"صديق الراحلين"، نظرًا لعلاقات الزمالة والصداقة التي ربطته مع إعلاميين راحلين أمثال مطلق الذيابي ويحيى كتوعة والعيسى ويغمور وغيرهم.
وعُرف عن غالب كامل كونه أحد أهم من عملوا بالإذاعة والتلفزيون في المملكة، حيث تميز بفصاحته وإلقائه وقدرته على إدارة الحوارات.
مسيرة مهنية حافلة
وعلى المستوى المهني، كانت انطلاقة كامل في منتصف الشهر الرابع من عام 1384 هـ بالإذاعة في جدة، ثم بدأ عمله في التلفزيون السعودي عام 1401 هـ، وتنقل بين الرياض والمدينة المنوّرة وعمّان.
وقدم كامل على مدى 40 عامًا، عددًا كبيرًا من البرامج التلفزيونية، أهمها "أين الخطأ" و"من أنا" و"لمن الكأس" و"لقاء على الهواء"، كما قدم برامج أخرى في الإذاعة، منها "أبشر" و"حرف ونغم" و"سلامات" مع المرضى المنومين في المستشفيات، و"سهرة من منزل" و"لقاء مع فنان" و"من الشاشة إلى الميكرفون" و"الصفر الدولي".
مرضه وتقاعده
ونظرًا لتعرضه لمضاعفات إصابة برد شديدة تسببت بالتهاب رئوي أدى بدوره إلى حساسية في الصدر، أصبح كامل يتأثر بقوة مع تقلبات الطقس كالغبار والجفاف، ونُصح بتغيير أجواء مدينة الرياض حتى تستقر حالته.
وأُحيل كامل إلى التقاعد على المرتبة العاشرة عام 1420 هـ بعد خبرة تجاوزت أربعين عاماً، كما عمل لمدة 3 أشهر تقريبا كمستشار إعلامي لدى عبد الله الجاسر، أثناء عمله وكيلًا لوزارة الإعلام للشؤون الإعلامية آنذاك، وساهم بعدة نشرات أسبوعيًا.