close menu

منها "المشولق" و"الدروب".. قصور ومبانٍ طينية شاهدة على التراث العمراني في نجران

منها "المشولق" و"الدروب".. قصور ومبانٍ طينية شاهدة على التراث العمراني في نجران

تبنى أهالي منطقة نجران مبادرة لإعادة بناء وترميم القرى التراثية التي تضم قصورًا وبيوتًا من الطين "الدروب" القديمة، وذلك للمحافظة على هذا الإرث التاريخي والهوية الثقافية الموجودة في كافة المناطق.

وقال المواطن المقيم بقرية آل خريم، حمد عرقل، إن قريته تضم 21 قصرا وبيتًا من الطين، تم تشييدها منذ أكثر من 300 عام، وشهدت أعمال صيانة وترميم بهدف تجديد التراث، داعيًا إلى مواصلة هذا العمل الذي قام به أعضاء قبيلة آل خريم.

وبين فايز آل حيدر، أنه يحرص على اصطحاب أبنائه لزيارة منزل آبائه، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من 140 عامًا، والذي شهد أعمال ترميم عام 1429 هـ، مؤكدًا حرصه على إطلاع أبنائه على المكان الذي كان يعيش به أجدادهم، وجمال الموقع الذي تحيط به المزارع، وما يتميز به من أجواء مختلفة عن المساكن والأحياء الحالية.

ومن قرية آل منيف وسط نجران، قال عبدالله آل منيف، إن هناك قصورًا تعود لقبيلة آل منيف مضى على إنشائها أكثر من 500 عام، وتم العمل على ترميمها منذ 20 عامًا بشكل دوري ومستمر، مؤكدا أن الحفاظ على هذا الإرث يأتي من أجل غرس هذه الثقافة في نفوس الأبناء والأجيال القادمة.

ومن جهته ، أكد رئيس جمعية الآثار والتاريخ بمنطقة نجران محمد آل هتيلة، لـ "أخبار 24"، أن التراث العمراني في منطقة نجران شاهد على حضارة المنطقة عبر الأجيال والعصور المتعاقبة، كما أنه يعد رمزًا لتقاليدها الأصيلة وتاريخها العريق.

وأوضح أن "الدروب" هي بيوت تراثية، تتكون من 7 أدوار، حيث يخصص الدور الأرضي منها للأعلاف والماشية، فيما تكون الأدوار من الأول حتى السادس للسكن، ويسمى الأخير بـ"الخارجة".

وأضاف أن المنطقة تشتهر أيضًا بـ"المشولق"، وهو عادة ما يتكون من طابقين أو أكثر، ويكون على شكل حرف “U” ، و"المربع" الذي يتكون في المعتاد من دورين، بالإضافة إلى "المقدم" والذي يكون في الغالب من طابق واحد فقط، و"القصبة" التي تتواجد عادة في المزارع وبعض القرى وهي "مخروطية" الشكل.

وذكر أن المواد التي تستخدم في بناء البيوت الطينية مواد أولية من الطين وجذوع وسعف النخل والأثل، إضافة إلى استخدام خشب السدر في صناعة الأبواب والنوافذ، حيث يبدأ البناء بـ "الوثر"، ثم وضع المدماك الأول، ويترك لمدة يوم حتى يجف وذلك في الصيف، ويومين أو 3 أيام في الشتاء، ثم يُقام المدماك الثاني وهكذا حتى يتم البناء، وأخيرًا مرحلة "الصماخ" والتي تتمثل في وضع الطين أسفل السقف.

وبشأن جهود أهالي المنطقة تجاه الترميم، أكد آل هتيلة أن البيوت الطينية من التراث المهم، ويجب المحافظة عليه والاهتمام به وتعريف الأجيال به، مشددًا على ضرورة التعامل معها كمبانٍ تراثية، والعمل على ترميمها وإعادة الاستفادة من الخامات الموجودة والأيدي العاملة المتوفرة.

ونوه بتنفيذ جمعية الآثار والتاريخ بنجران مبادرة أعمال تطوعية في مجال التراث بشكل عام، حيث تم دعم المتطوعين من خلال التحفيز وتقديم الدعم، لتكون بداية جادة للاهتمام بهذا الإرث.

 

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات