تولى الأمير تشارلز فيليب عرش بريطانيا خلفا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت اليوم (الخميس) عن عمر ناهز 96 عاما، وسيحمل العاهل الجديد اسم الملك تشارلز الثالث.
وُلد تشارلز فيليب آرثر جورج "الملك تشارلز" بقصر باكنغهام في 14 نوفمبر 1948م؛ وهو الابن الأكبر للملكة إليزابيث الثانية، وتبوأ منصب الوريث الشرعي منذ عام 1952م، حيث بدأت الملكة في نقل صلاحياتها له شيئاً فشيئاً بصفته الوريث الطبيعي للتاج البريطاني.
يتعهد تشارلز بصفته أمير ويلز بأداء مهامه الرسمية نيابة عن الملكة، كما يرعى جمعيات الأمير الخيرية مادياً؛ وهو عضو ورئيس وراع لدى أكثر من 400 منظمة وجمعية خيرية، ووجد شغفه في حملات التوعية بالزراعة العضوية والتغير المناخي، إلا أن المجتمع الطبي في بريطانيا انتقد دعمه للطب البديل.
النشأة والتعليم
نشأ تشارلز في كنف جده من طرف والدته الملك جورج السادس، ورُبي من قبل المربية كاثين بيبلز التي قامت بتعليمه منذ كان في الـ 5 من عمره، حتى التحق بالتعليم الأساسي لكنه ظل يتنقّل بين 4 مدارس متتالية آخرها مدرسة غوردونستون باسكتلندا.
والتحق الأمير شارلز بالجامعة مباشرةً بدلاً من الالتحاق بالقوات المسلحة البريطانية مخترقاً التقليد الملكي، حيث تم قبوله في كلية الثالوث ضمن جامعة كامبريدج وتخرّج فيها حاملاً شهادة بكالوريوس في الفنون، وأكمل دراسته حتى حصل على شهادة الماجستير في نفس التخصص ليكون بذلك أول وريث شرعي يحصل على شهادة جامعية.
حياته العسكرية
أدّى تشارلز الخدمة العسكرية في القوات الجوية الملكية والبحرية الملكية منذ عام 1971 وحتى عام 1976، حيث التحق بقوة الدفاع الجوي، بعد التدريب العسكري الملكي الذي تلقاه بناءً على طلبٍ منه في الجامعة، وسافر إلى كورنوال ليكمل تعليمه العسكري كقائد طائرة حربية، كما عمل مسؤول اتصالات في البحرية الملكية وذلك لعدم ولعه بالرياضيات التي تتطلبها مهمة الملاحة.
المناصب والاهتمامات
نُصّب تشارلز أميرًا لويلز وإيرلًا لتشيستر فيعام 1958، لكنه لم يُقلّد هذا المنصب حتى 1 يوليو عام 1969؛ وذلك خلال مراسم متلفزة عُقدت في قلعة كارنارفن، كما تسلم مقعده في مجلس اللوردات عام 1970 حيث ألقى خطابه الأول؛ ليكون أول فرد من العائلة الملكية يتحدث من مجلس اللوردات منذ عصر إدوارد السابع.
بالرغم من ولع والدته الملكة إليزابيث الثانية بالخيول، إلا أنها لم تكن على قائمة اهتماماته كباقي أفراد العائلة المالكة، ولكنه اهتم بتأسيس أمانة الأمير الخيرية عام 1976، كما عبّر عن اهتمامه بشغل منصب الحاكم العام لأستراليا؛ بناءً على اقتراح رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم فرازير؛ لكن المقترح لم يُنفذ على أرض الواقع جراء غياب الحماس الشعبي تجاهه.
زواجه بالأميرة ديانا
التقى تشارلز بـ ديانا للمرة الأولى في عام 1977، حيث جلسا معاً في حفلة شواء في منزل صديق مشترك، وبدأ يفكر بها كعروس محتملة واستمرا بالخروج معاً حتى تقدّم عام 1981 بطلب يدها للزواج وهو ما لاقى قبولاً وترحيباً منها ومن عائلتها ومن والدته الملكة إليزابيث الثانية، وقد أنجبا ابنيهما ويليام عام 1982، وهنري عام 1984.
الطلاق وزواجه من كاميلا باركر بولز
أدّى ظهور كاميلا باركر بولز في حياة الثنائي إلى انفصالهما عام 1992م، حيث تم الطلاق رسمياً بعد 4 سنوات من إعلان الانفصال، إلا أن الأميرة ديانا توفيت عام 1997م جراء حـادث اصطدام سيارتها المثير للجدل، حيث أصر تشارلز على إقامة جنازة ملكية لها بصفتها زوجته السابقة ووالدة ملك إنجلترا المستقبلي، وتزوج من كاميلا عام 2005 حيث أصبحت رسمياً تحمل لقب دوقة كورنوال.