قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الثلاثاء، إن الأزمات العالمية ما زالت تدار من منظور مصالح ضيقة قصيرة المدى وليس على أساس ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول.
وأوضح أنه في وقت الأزمات تبرز أهمية الحكمة والعقلانية في سلوك القادة والتمسك بمبادئ العدالة والإنصاف في العلاقات بين الدول، وأن العالم يدرك تماما تعقيدات الصراع بين روسيا وأوكرانيا والبعد الدولي له.
وأكد أنه يدعو كغيره إلى وقف إطلاق النار ومباشرة السعي إلى حل سلمي للنزاع، وأن هذا ما سوف ينتهي إليه الأمر مهما استمرت الحرب.
وأضاف أنه سواء أكان الرأي أن العالم أحادي القطب أم متعدد الأقطاب، فإن السياسة الدولية ما زالت تدار بمنطق الدول المتفاوتة القدرات والمصالح والأولويات، وليس بمنطق العالم الواحد والإنسانية الواحدة.
وبين أنه بفضل استثمار قطر في الغاز الطبيعي المسال منذ عقود خلت، تمكنت من البدء في توسعة حقل غاز الشمال الذي سيلعب دورا محوريا في التخفيف من أزمة نقص إمدادات الطاقة في أجزاء مهمة من العالم.
ولفت إلى أن العالم يواجه اليوم أزمة طاقة غير مسبوقة وربما كانت أزمة الحرب في أوكرانيا جديدة، ولكن الأوضاع التي تتحول فيها الأزمات السياسية إلى أزمة طاقة ليست جديدة، فقد كانت تتفاقم بصمت حتى قبل الحرب في أوكرانيا.
وأشار إلى التأكيد المتجدد على ضرورة حماية المدنيين في أفغانستان واحترام حقوق الإنسان والمرأة، وحق الفتيات في التعليم وتحقيق المصالحة الوطنية بين فئات الشعب الأفغاني، وإلى التحذير من خطورة عزل أفغانستان وما يمكن أن يترتب على محاصرتها من نتائج عكسية.
وقال: نؤمن في قطر بضرورة التوصل إلى اتفاق عادل حول البرنامج النووي الإيراني يأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف كافة، ويضمن خلو المنطقة من السلاح النووي، وحق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وعبر عن أمله في أن يتحقق التوافق الوطني في العراق ولبنان والسودان ليكون ممكنا تحقيق تطلعات المواطنين التي تضمن وحدة الشعب والوطن وأن هذا الأمر ليس ممكنا فحسب، بل هو واقعي للغاية لو توفرت الإرادة.
وأشار إلى أنه يرى بصيص أمل في توافق الأطراف في اليمن على هدنة مؤقتة، ونتطلع إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار تمهيدا للتفاوض على أساس مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن
وذكّر الحاضرين بأن القضية الفلسطينية ما زالت دون حل.. وأصبح الاحتلال الاستيطاني يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع، ما قد يغير قواعد الصراع وشكل التضامن العالمي مستقبلاً.