اعتاد أهل المملكة قديماً اللجوء إلى واحة الأحساء هرباً من الصحارى وشدة حرارتها وندرة العشب والماء بها، فقد كانت الأحساء الواحة التي تُعد أكبر واحة في العالم مركزاً لشبكة التجارة في الجزيرة العربية، حيث ربطت بين قوافل اليمامة وعُمان والبصرة.
وجاءت تسمية الواحة بالأحساء؛ نظراً لوجود "الحس" الكثيرة وهي الآبار، كما عُرفت أيضاً باسم "هجر"، حيث اشتهرت بأشهى التمور ومنها تمور: "الخلاص، والشيشي، والرزيزي"، والذي جعل من الواحة مضرب مثل لكثرة التمور حيث يُقال: "لا يجلب التمر إلا هجر".
وتقع واحة الأحساء على مساحة 85 كم²، وتتميَّز بوجود ملايين النخيل المثمرة التي تُروى بالمياه الجوفية، حيث يقع بها أكثر من 280 بئراً ارتوازية، فقد صنفتها منظمة اليونسكو عام 2018 كموقع تراث عالمي، كما دخلت موسوعة "غينيس" كأكبر واحة مثمرة في العالم.
وتشتهر منطقة الأحساء تاريخياً بمهارات أهلها العالية في الخياطة وصناعة البشت، وقد أصبحت المنطقة تحت سيطرة دولة آل سعود الثالثة، بعد أن تم أخذها من العثمانيين في عام 1913؛ مما جعلها تسيطر على ساحل الخليج العربي، كما اشتهرت قديماً بزراعة الأرز، إلا أنها تنتج حالياً أكثر من 100 ألف طن من التمور سنوياً.
