ذكر دبلوماسيون ومحللون، أن دور المملكة العربية السعودية في التوسط لإطلاق سراح مقاتلين أجانب في أوكرانيا، يشكل أحدث دليل على أن الغزو الروسي بات يسهم في تعزيز مكانة المملكة الدبلوماسية على الصعيد الدولي.
وأشاروا وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن هذا النجاح يمنح الرياض فرصة القول إن المحافظة على العلاقات مع موسكو يمكن أن تسهم في حل أزمات.
وقدمت واشنطن ولندن وعدد من العواصم شكرها للمملكة، فيما أشار المسؤولون السعوديون للانخراط المباشر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الوساطة.
ووصف الخبير السعودي علي الشهابي، الصفقة بأنها "سابقة بالتأكيد"، مضيفاً أنها "كانت فرصة للاستفادة من علاقات السعودية مع روسيا من أجل قضيّة جيّدة"، مشيرا إلى أن ترتيبات مماثلة قد تكون ممكنة في المستقبل.
من جهته، أشار دبلوماسي عربي مقيم في الرياض، إلى أن خطوات مثل التوسط في تبادل الأسرى؛ تسمح للأمير محمد بن سلمان "بأن يثبت للغرب أنه شخص موثوق به في الشؤون الدولية" بفضل علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان قد أكد في حديث لـ"بي بي سي" أن الوساطة السعودية كانت "لأسباب إنسانية بحتة"، وأنه من "المثير للسخرية" الاعتقاد بأن المملكة تعمل على تحسين سمعتها.
ويتولى عدد من جيران السعودية تقليد دور الوساطة سعيا وراء نفوذ دبلوماسي داخل المنطقة وخارجها، فقد استفادت سلطنة عمان من علاقاتها مع إيران للتفاوض على تبادل للأسرى، بما في ذلك من الولايات المتحدة، وفعلت قطر الشيء نفسه مع مجموعات مثل حركة طالبان والمسلحين التابعين لتنظيم القاعدة في سوريا.
ويقول كبير الباحثين في معهد "نيو أميركا" في واشنطن أليكس ستارك: "لقد تولت تركيا أيضًا على نحو متزايد هذا النوع من الأدوار في السنوات الأخيرة، خصوصا في سوريا ومؤخرًا في أوكرانيا".
وتؤكّد المملكة أنّ طموحاتها في مجال القوة الناعمة تتوسع وباتت تلامس الفضاء حيث تعتزم بموجب برنامج تم الكشف عنه الخميس الماضي إرسال رواد فضاء العام المقبل بينهم امرأة.
وكانت وساطة السعودية قد أسهمت في الإفراج عن 10 مقاتلين أجانب من بينهم أمريكيان و5 بريطانيين وثلاثة من المغرب والسويد وكرواتيا، وقد وصل المفرج عنهم إلى الرياض الأربعاء الماضي في طائرة مستأجرة.
