أربع ممثلات سعوديات من أجيال مختلفة، وتجربة فنية متباينة. دفعتهن الرغبة في خوض غمار التمثيل وجعلنه أسلوب حياتهن. قٌدر لهن الحضور في الضوء، لكن وهج البريق ليس بالأمر اليسير، فله تبعاته، وتكلفته.
لم يكن هذا المشهد متوقعاً في سنوات خلت. ففي وقت من الأوقات توحدت الآراء الرافضة بالإجماع لدخول الفتاة مجال التمثيل، حتى إن فعلت، فلا تكاد تسلم من سهام نقاد مجتمعها، ومحيطها، أو حتى النظر إليها بعين الريبة، نظراً إلى تراكمات ما أفرزته حركة الصحوة في الذاكرة الجمعية.
لكنهن اجتمعن على مسرح تونس الخضراء في معرض الرياض للكتاب، ليصفن تجاربهن المجتمعية والثقافية مع التمثيل، وكيف خضن غمارها، وبخاصة بعد عقود خلت منذ ظهور المرأة السعودية على شاشات التلفزيون.
الإصلاحات الهيكلية.. ترفد حركة المرأة
غير أن جملة الإصلاحات التي استحدثتها المملكة عززت من وهج حضورهن بشكلٍ لافتٍ، ما جعلهن يصعدن على منصة المسرح، مستحضرين أمام الملأ تجاربهن الفنية المتفاوتة فيما بينهن.
البداية ليست من الإذاعة
استحضرت الممثلة السعودية الشهيرة مريم الغامدي، قصة دخول الفتيات لـ مجال الفن، قائلة إن بدايتهن لم تكن من الإذاعة كما يخيّل للبعض، بل إن الشرارة الأولى لولوجهن بدأت من إحدى مدارس جدة التي أسسها الملك فيصل.
وأبانت الغامدي أن تلك المدرسة كانت تحتوي على أدوات فنية ومسرح حديث، وتعد تلك التجربة نواة حقيقية للانطلاقة الفنية للفتيات، إذ تعد نموذجية ومتطورة.
لافتة إلى أن المدرسة اهتمت بشكل لافت في أعمال " الأوبريتات"، وعروض البالية، وكنا أكثر تطور من المجتمعات المجاورة لنا، قائلة إنه من هنا بدأت الفتيات تشاركن في الدراما.
للمرأة موضوعات لا تنته
وأكدت أن المرأة لديها موضوعات لا تنتهي وقضايا كثيرة، كما أنها قادرة على ممارسة كل الفنون الإبداعية.
يغمرني الفرح بمشاهدة الفتيات في الفن
تقول الغامدي التي تتمتع بتجربة فنية غزيرة، يغمرني الفرح بشدة في الوقت الراهن حينما أشاهد فتياتنا يدخلون مجال الفن بقوة ومثابرة.
وتضيف، لقد التقيت بـ مجموعة بنات في السنوات الأخيرة، ذهلت منهن وسعدت بهن، ففي وقت من الأوقات كنت أتمنى أن أشاهد " بنوتة واحد" حسب وصفها لكن الآن تغيرت المعادلة وازداد حضورهن.
حضور أنثوي لافت في التمثيل
وزادت، أصبح لدينا مجموعة من الممثلات يتمتعن بـ موهبة لافتة، فيما نسدي لهم نحن الذين سبقناهم في التجربة النصائح الفنية، ونمنحهم الوقت الكافي للنجاح.
الفنانة بين مطرقة الأسرة وسندان المجتمع
فيما تصف مجايلة الغامدي، ناجية الربيّع، التي توصف بـأنها رائدة التمثيل السعودي، بأن فترة البدايات كان هناك تحديات كبيرة لأي فتاة قررت خوض تجربة التمثيل، إما لمعارضة الأسرة، أو حتى الرفض المجتمعي، وسط إيمان وترحيب الأقلية.
أقربائي حاولوا إرغامي على التوقف
تعتبر أن هناك تحديات وصعوبات كبيرة رافقت مشوار من جايلتهن، وتقول إن هناك الكثير من أقربائي كانوا قد بذلوا محاولاتهم لإرغامي على التوقف، غير أني عشقت التلفزيون.
وراحت تسرد للحاضرين تجربتها الفنية والحياتية، وتقول بإنها بعد إكمال مرحلة الدراسة الثانوية، قررت التخلي عن حلم دراسة الطب لتختار الإخراج والتمثيل طريقاً لها.
التواصل الاجتماعي يساعد على الانتشار
وتعتبر ناجية أن منصات التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار الفنانات الناشئات في الوقت الراهن، وأضافت أن الفرص أصبحت أكبر لـهن إذ يعدون امتداداً لنا.
الأسماء الامعة إضافة لرصيدي
وفي السياق ذاته، تحدثت هبة الحسين، فنانة صاعدة، تقول إن تجربة التمثيل إلى جوار الأسماء الفنية اللامعة، أضاف لها الكثير، وساعد على انتشارها لدى الجمهور بسرعة.
الاستمرارية رهن التطوير
وتضيف أن ليس كل الفتيات الذين عملوا مع قامات فنية كبيرة استطاعوا الاستمرار في مسيرتهن الفنية بفعل أنهن توقفن عن تطوير ذواتهن بما تتطلبه ظروف الفن.
أشهر لم أحضر للمدرسة 3
وعد محمد، فنانة سعودية، استطاعت في عمر مبكرة لعب دور مهم في فيلم "وجدة" السينمائي عام 2012، فيما توقفت بعد تلك المشاركة، مكتفية بحضورها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعن تلك التجربة تقول: حينها كنت أدرس في المرحلة الابتدائية، مما دفعني للتوقف عن تأدية واجباتي الدراسية مدة 3 أشهر نظراً إلى ظروف التصوير.
البقاء في خانة " السوشل ميديا"
وأضافت محمد أنه بعد انتهاء الفيلم لم تحصل على عروض تمثيل أخرى، لذا لجأت إلى المحافظة على حضورها عبر " المنصات التفاعلية" لكنها لفتت إلى أنه في حال توافر دور مناسب سوف أهم بالموفقة فوراً.