لم تكن ليان مجرد اسم أطلق على عمل تركيبي، في مزاد فني خيري، نظمته إحدى مبادرات مشروع "الرياض آرت" الخيرية، في حي جاكس، فحسب، بل قصة واقعية لطفلة ألهمت فناناً ألقى عليها بعدئذ شيئًا من محبته.
فعلى هامش ورش فنية كانت جزءًا من مشروع التشارك المجتمعي لنور الرياض، اجتمع الفنان راشد الشعشعي والطفلة ليان من أجل رسم جداريات فنية، غير أن الطفلة ولأنها من الأشخاص ذوي الإعاقة لم تستطع العمل عن كثب على تفاصيل الجداريات أو التفاعل مع العمل الفني.
للوهلة الأولى بدا الأمر مؤثراً بالنسبة للفنان، لذا حاول معرفة ماذا يستهوي تلك الطفلة من أجل تنفيذه، إلى أن تمكن من معرفة أن مدن الترفيه أو الملاهي، أكثر ما يستهويها.
ووقف الشعشعي على حقيقة أن مدن الألعاب "الملاهي" بالنسبة للطفلة هي أكثر من وسائل ترفيهية؛ لذا تنساب مشاعر سرورها على الدوام في تلك المحطات من الأمكنة، وبخاصة حينما تكون خلف مقود عربات التصادم الشهيرة، لذا لم يدّخر الفنان جهداً في تجسيد ما تحب تلك الطفلة بعد لقائه بها في الورشة الفنية.
وقال الفنان الشعشعي، في حديثه لـ"أخبار 24" إن ليان ومجموعة من أقرانها جاؤوا للمشاركة في رسم إحدى الجداريات، غير أن حالة ليان الخاصة لم تسعفها أن تكون قريبة من العمل الفني، وأعاقها هذا الأمر، إذ لم تتفاعل مع العمل.
وأضاف أن شقيقتها حاولت مساعدتها في رسم أو كتابة اسمها على الجدارية، هذا الموقف دعاني للتفكير كثيراً وبعدئذ تواصلت مع عائلتها وحاولت التعرف على شخصية ليان، واكتشفت أن أسعد لحظاتها كانت في مدن الترفيه، وتشعر بسعادة غامرة عندما تكون في سيارات التصادم، لذا تواصلت مع شركات مختصة في صناعة تلك العربات من أجل إسعادها.