ظلت النسخ الأخيرة من بطولات كأس العالم لكرة القدم متزامنة إلى حدٍ بعيد مع أزمات دولية نافست الحدث الرياضي الأهم في استقطاب اهتمام الجماهير.
وانطلقت فكرة كأس العالم من رئيس الاتحاد الفرنسي في العشرينيات من القرن الماضي "جول ريميه" الذي سمي الكأس باسمه في نسخه الأولى قبل أن يحتفظ به المنتخب البرازيلي للأبد في عام 1970 بعد فوزه الثالث بالبطولة التي أقيمت بالمكسيك.
وعادت البطولة التي انطلقت في عام 1930 في أوروغواي كأول بلد يستضيفها، إلى الأراضي الأوروبية التي أطلقت فكرتها لتقام في إيطاليا 1934 ثم فرنسا 1938 قبل أن تتوقف المسابقة لمرتين متتاليتين بسبب الحرب العالمية الثانية.
البطولة الأهم على المستوى العالمي، عادت للانتظام مجددا في عام 1950 بعد 5 أعوام على توقف الحرب لتنظمها البرازيل البعيدة عن الأحداث ثم تعود مجددا للأراضي الأوروبية في 1954، ولكن في البلد الأوروبي المحايد بين المعسكرين الشرقي والغربي سويسرا لتقام تواليا 1958، في أقصى الشمال الإسكندنافي حيث السويد البعيدة كذلك عن آثار الحرب التي أنهكت القوى الأوروبية التقليدية.
الكرة بين الكوارث
وظلت بعد ذلك الأحداث العالمية تلقي بظلالها على الحدث الرياضي الأبرز لعشاق الكرة، وتنوعت الأحداث بين كوارث طبيعية وأخرى صناعية إلا أن المونديال ظل يحفظ موعده صيف كل أربعة أعوام، بينما تبقى الأحداث كمشكلة إعلامية تستحوذ نصيبا من اهتمام محبي هذا الموعد كل أربعة أعوام.
ويشير عدد من المهتمين بالشأن الإعلامي إلى أن ثمة دولا تحاول استغلال الانشغال العالمي بحمى كرة القدم خصوصا في الأسابيع الأخيرة من المنافسات بإطلاق عمليات عسكرية بعيدا عن الأنظار أو بالقليل منها على الأقل مثل اجتياح بيروت عام 1982 مترافقاً مع مونديال إسبانيا، وكذلك الرد العنيف لإسرائيل على عملية عسكرية لميليشيا لبنانية مدعومة من إيران في يوليو 2006، أو ما يعرف بحرب تموز وهو ما رافق الأيام الأخيرة لمونديال ألمانيا.
وهو ما تكرر أيضا بشكل آخر في مونديال البرازيل 2014 والحرب التي أطلقتها تل أبيب على غزة. وفي الوقت الذي يستذكر فيه مؤرخو كأس العالم حادثة تشيرنوبل حين تسربت أشعة نووية من أحد أكبر المفاعلات النووية في أوكرانيا حين كانت تتبع الاتحاد السوفيتي في 1986 قبيل أسابيع من تنظيم كأس العالم في المكسيك.
وشهد عام 1998 وقبيل انطلاق مونديال فرنسا تجارب نووية بين الجارتين اللدودتين في جنوب آسيا الهند وباكستان ما شكل حينها خطرا حقيقيا بنشوب حرب بين الجارتين اللتين تتنازعان على إقليم كشمير.
ويخشى الكثيرون أن تتطور الحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا إلى استهداف المواقع النووية بين البلدين اللذين يملكان التقنية ويؤثران على أوروبا وجاراتها من الدول الآسيوية.