ماذا تعرف عن اللاعبين البرازيليين؟.. سحرة فوق المستطيل الأخضر تمكنوا من تسيد عالم كرة القدم لسنوات طويلة، وتتويجهم بالبطولات أمر معتاد وخسارتهم استثناء لكن خارج الملعب أصحاب حياة صاخبة وأعمارهم قصيرة في الملاعب لكن وسط هذه القاعدة هناك استثناء اسمه داني ألفيس اللاعب الأكثر تتويجًا بالبطولات في تاريخ كرة القدم.
داني ألفيس في الساعات الماضية كان على موعد مع مفاجأة كبرى، وإنجاز جديد يُضاف إلى مسيرته الحافلة بعد إعلان مدرب منتخب البرازيل تيتي، ضم لاعب بوماس أونام المكسيكي لقائمة راقصي السامبا ليصبح أكبر لاعب عمرًا في تاريخ مشاركات البرازيليين في المونديال، متجاوزًا دجالما سانتوس أسطورة البرازيل السابق، الذى شارك في مونديال 1966 عندما كان عمره 39 عاما وثلاثة أشهر و13 يوما، وفي المقابل سيشارك ألفيس في المونديال وهو يبلغ من العمر، 39 عامًا و6 أشهر و18 يومًا، وسيحقق هذا الرقم تزامنًا مع إقامة مباراة البرازيل وصربيا.
أسد الغابة لا يأكل ورق الأشجار!
قصة انضمام ألفيس إلى قائمة البرازيل شغل حيزًا من اهتمامات الصحافة الكروية العالمية طوال الفترة الماضية لدرجة أن ألفيس نفس علق على الأمر، قائلاً: إن الموضوع يشغل الصحافة أكثر منه شخصيًا لكنه تحدث أنه يعرف ما يمكن تقديمه وأهميته بالنسبة للمنتخب الوطني، مضيفًا: "أنا أسد، حياتي، وبغض النظر عن الغابة التى أعيش فيها، لكن آكل أوراق الشجر أبدأ"، وهذا في إشارة إلى أنه لا يرضى بالقليل بل يطمح إلى المزيد دائمًا.. والسؤال هنا كيف تكونت عقلية ألفيس؟
مثل أغلب اللاعبين في أمريكا الجنوبية، ولد داني ألفيس في 6 مايو عام 1983 لأسرة فقيرة الأب يدعى "دومينجوس دا سيلفا" ويعمل مزارعًا والأم ربة منزلة بسيطة، اضطر داني في صباه للعمل مع والده في أعمال الزراعة بسبب الأوضاع المادية الصعبة، وفي المقابل اهتم الأب بمهارات ابنه الكروية، لذا عتاد الابن الصغير للجمع بين العمل مع والده في الزراعة وبيع المحصول في السوق والتدرب على أساسيات كرة القدم.
ابن المزارع يحقق حلمه
كبر داني وبات حمله كلاعب كرة قدم يتبلور أمامه وفي الفترة ما بين 1996 إلى 2001 لعب إلى ناديين صغيريين ينتميان إلى مسقط رأسه وهما جوازيرو، وباهيا خاصة أن النادي الأخير لأنه في عام 2001 تم تصعيده للفريق الأول مع باهيا وبعد موسم واحد فقط، أصبح الطريق ممهدًا أمامه للاحتراف في أوروبا وتحديدًا إشبيلية الإسباني ليبدأ بعدها مسيرة تصنف ضمن الأفضل في تاريخ اللاعبين في عالم كرة القدم.
مسيرة احترافية عظيمة
مسيرة ألفيس كانت حافلة؛ حيث لعب لأعظم الأندية مثل إشبيلية ويوفنتوس الإيطالى وباريس سان جيرمان الفرنسي وبالتأكيد برشلونة الإسباني، إضافة إلى المنتخب البرازيلي، وكان الناتج 43 لقبًا تضعه على قائمة الأكثر تتويجًا.
نجح ألفيس في التتويج بخمسة ألقاب مع إشبيلية الإسبانى كانت كالتالى: الدورى الأوروبي مرتين، السوبر الأوروبى مرة، كأس ملك إسبانيا مرة، كأس السوبر الإسباني مرة، بينما مع برشلونة فاز بـ 23 هي كالتالى "الدوري الإسباني 6 مرات، كأس ملك إسبانيا 4 مرات، كأس السوبر الإسباني 4 مرات، دوري أبطال أوروبا 3 مرات، كأس العالم للأندية 3 مرات، كأس السوبر الأوروبي 3 مرات".
بينما مع العملاق الإيطالى يوفنتوس حصد لقب الدوري مرة ولقب الكأس مرة واحدة كذلك، وفي باريس حصد لقب الدوري مرتين، والكأس مرة، وكأس الرابطة مرة والسوبر الفرنسي مرتين.
هل يحقق داني المستحيل؟
وعلى الصعيد الدولي فاز بلقب كوبا أمريكا مرتين، وكأس القارات مرتين، وكأس العالم للشباب لكن حتى الآن لم ينل شرف التتويج بلقب كأس العالم البطولة المفضلة لدى البرازيليين الذين هم حتى الآن الأكثر تتويجًا بها بعدد 5 ألقاب لذا لم يكن غريبًا التعبير عن سعادته الغامرة بالدخول لقائمة البرازيل المشاركة في مونديال قطر.
وفي فيديو عبر حسابه على إنستقرام، علق ألفيس على انضمامه لقائمة البرازيل، قائلا: "اليوم هو يوم النصر.. لهذا السبب أنا سعيد جدًا، بتلقي هذه الاخبار التي تساعدني في الشعور بالرضا منذ سنوات مضت، لقد مررت بنفس الموقف وانتهى الأمر بإصابة خطيرة حرمتني من كأس العالم 2018 وسط دموع وحزن شديدين.. في الحقيقة، يجب على أي شخص ألا يتخلى عن أحلامه، لقد كنت على صواب لأن أربع سنوات مرت ويجب أن استعد جيدًا لأكون قدر المسئولية من حيث الانضباط والتركيز لأنهم وثقوا في قدراتي".
والسؤال هنا هل يتمكن أن يحقق ألفيس في مونديال قطر ما ظنه البعض مستحيلاً بقدرته على التتويج باللقب الأغلى في مسيرة أي لاعب وهو في هذا العمر؟
