تتمتع المملكة وتايلاند بعلاقات راسخة وقديمة انطلقت منذ عام 1957، ومن ثَم تطورت على مدى العقود الماضية من خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين.
وحدثت قطيعة في العلاقات بين البلدين عام 1989 على خلفية الحوادث التي تعرض لها مواطنون سعوديون في تايلاند، قبل أن يتم طيّ صفحة الخلافات خلال العام الجاري، ورفع مستوى التمثيل بينهما من قائم بالأعمال إلى مستوى سفير.
وأسهمت زيارة رئيس الوزراء التايلاندي الجنرال برايوت أوتشا إلى المملكة في فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما ستنقل زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى بانكوك اليوم العلاقات إلى مستوى أرحب.
مشروعات وشراكات
مهدت عودة العلاقة بين البلدين إلى إطلاق مشروعات وشراكات في المجالات السياسية والأمنية والصناعية والتجارية والاستثمارية والسياحية والزراعية، إلى جانب التعاون في مجالات الطاقة والبتروكيماويات.
كما مهدت أيضاً في تسهيل التنقل والسـفر لأغراض التجارة والسياحة والاستشفاء لمواطني البلدين واستكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030 وأولويات التنمية في تايلاند.
تسهيل الحج والعمرة
أولت المملكة اهتمامها بالمسلمين في تايلاند من خلال تسهيل الحج والعمرة لهم وبناء المساجد والمراكز الإسلامية ودعمها بالمصاحف والكتب وتراجم معاني كلمات القرآن وتنظيم مشاريع التفطير وتوزيع التمور وإيفاد طلبة العلم والأئمة، إضافة إلى برامج وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والتي يأتي أهمها مشروع خادم الحرمين الشريفين لتفطير الصائمين.
علاقات اقتصادية
يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية مثمرة، حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى أكثر من 18 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، فيما بلغت قيمة صادرات الرياض إلى بانكوك خلال عام 2021، نحو 4 مليارات دولار مقارنة بـ 3 مليارات عام 2020.
كما بلغت واردات تايلاند إلى المملكة عام 2021، 1.9 مليار دولار.
تمويل المشاريع
اهتمت المملكة بالجانب التنموي في تايلاند من خلال الصندوق السعودي للتنمية، والذي قدم قرضين تنمويين لبانكوك للمساهمة في تمويل تنفيذ مشروعين في قطاع الطاقة بمبلغ 173 مليون ريال، تمثلت في مشروع "حي مو" لتوليد الطاقة الكهربائية، ومشروع كهربة الريف.
كما قدمت المملكة دعمًا ماليًا لإنشاء مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مدينة السلام فطاني جنوب تايلاند.
أبرز الصادرات
تمثل أبرز صادرات المملكة إلى تايلاند عام 2020 المنتجات المعدنية، والكيماوية العضوية، والأسمدة، والألمنيوم ومصنوعاته واللدائن ومصنوعاتها، فيما استوردت المملكة من تايلاند السيارات وأجزاءها، والآلات والأدوات الآلية وأجزاءها، والخشب ومصنوعاته، والفحم الخشبي، ومحضرات لحوم الأسماك، والأجهزة، والمعدات الكهربائية، وأجزاءها.
كما تحتل المملكة المرتبة 14 في قائمة الشركاء التجاريين لواردات تايلاند من العالم بقيمة 5.8 مليون دولار.
زيارة مهمة
تمثل زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أهمية كبيرة، كونها الزيارة الأولى على مستوى قيادة المملكة منذ بداية الأزمة بين البلدين، وتعكس رغبتهما، في تعزيز التعاون وتوثيق العلاقات بينهما وستدعم جهود البلدين لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بينهما في جميع مجالات التعاون المشترك.
كما تتزامن مع انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، حيث سيلتقي خلالها بالعديد من أبرز القادة العالميين الذين سيشاركون في اجتماعات القمة الاقتصادية.
مجلس تنسيق مشترك
تمثل أبرز القرارات التي تسهم في توطيد العلاقات بين البلدين بموافقة مجلس الوزراء على محضر اتفاق إنشاء مجلس التنسيق السعودي التايلاندي، في سياق الخطوات المتسارعة بين البلدين لتطوير الشراكة، وبهدف تفعيل التعاون الثنائي في المجالات الإستراتيجية الرئيسية.
اتفاقيات بين الشركات
تشمل العلاقة بين البلدين الاتفاقيات بين الشركات الكبرى، حيث ترتبط شركة أرامكو السعودية باتفاقية مع شركة "بي تي تي بابلك" التايلاندية لبيعها 166 ألف برميل في اليوم من النفط الخام.
كما يوجد لدى شركة سابك مصنع في تايلاند ينتج المواد المتخصصة مثل منتج نوريل، فيما تبلغ كمية مبيعات الشركة السنوية من المنتجات البتروكيماوية والأسمدة في السوق التايلاندية قرابة 1.3 مليون طن.
#المملكة و #تايلند..
— أخبار 24 (@Akhbaar24) November 18, 2022
علاقات متجددة تعززها زيارة #ولي_العهد#ولي_العهد_في_تايلند ????https://t.co/5mkYCCsK2q pic.twitter.com/nuwQsx6w7w