تبدأ اليوم (الثلاثاء)، منافسات المباراة الثالثة والأخيرة بدوري المجموعات بكأس العالم، حيث ستلعب آخر مبارتين في الدور الأول ضمن المجموعة الواحدة في نفس التوقيت، وذلك منذ اعتماد هذا النظام من قبل الفيفا منذ العام 1982 بسبب فضيحة أخلاقية أطلق عليها "فضيحة خيخون" حدثت قبل 40 عاما.
تعود تفاصيل تلك الفضيحة إلى كأس العام عام 1982 بأسبانيا، حيث تآمرت ألمانيا الغربية مع النمسا في الدور الأول من كأس العالم عام 1982 لإخراج الجزائر من البطولة، والتأهل سويا إلى الدور الثاني الذي يضم 16 منتخبا.
مفاجأة الجزائر
وكانت المجموعة وقتها تضم منتخب الجزائر، ومنتخب تشيلي، بالإضافة لألمانيا والنمسا، وأسفرت الجولة الأولى عن فوز النمسا على تشيلي والجزائر على ألمانيا في مفاجأة كبيرة وقتها، وفي الجولة الثانية فازت النمسا على الجزائر وألمانيا على تشيلي، وفي الجولة الثالثة لعبت الجزائر ضد تشيلي وفازت عليها، وبعدها لعبت النمسا مع ألمانيا مباراة غير تنافسية، حيث لعب الفريقان للحفاظ على النتيجة من أجل أن يتأهلا معا إلى الدور الثاني، وبالفعل انتهت المباراة بفوز ألمانيا بهدف واحد مما كان يعني تأهل الفريقين.
ووفقا لنظام التأهل وقتها حسمت النتيجة بعد انتهاء مباراة الجزائر، أنه إذا فازت ألمانيا الغربية بأقل من 3 أهداف، يمكن لكلا الفريقين (ألمانيا والنمسا)، الانتقال إلى الدور التالي على حساب الجزائر، الشريكة في المجموعة، التي ستخرج من البطولة.
اعتراف بالتواطؤ
ورغم نفى الفريقان، حينها، أي نوع من الاتفاق قبل المباراة، إلا أنه بعد أكثر من 30 عاما، كشف اللاعب الألماني ماير أنهم تورطوا في مؤامرة منافية للأخلاق الرياضية.
ووصف معلق تلفزيون النمسا المباراة وقتها بأنها فضيحة كروية وعار على النمسا بأكملها، فيما أدان التلفزيون الألماني ما فعله منتخبه وطالب المشاهدين بإغلاق التلفاز وعدم رؤية هذا العار، كما وصفت الصحف الألمانية المنتخب بالمافيا والعصابة، حتى أن بعض صحف النمسا وصفت المباراة ب"انشلوس"، في إشارة إلى المعركة الهزلية التي ضمت فيها ألمانيا النازية النمسا إليها عام 1938.
وفي المدرجات كان الوضع مشابهًا، بدأ الجمهور بالتصفير احتجاجًا على ما فعله اللاعبون، وأخرجوا النقود وأظهروها للكاميرات ومنهم من رماها باتجاه اللاعبين في إشارة منهم للمؤامرة وأنهم يباعون ويشترون بالمال.
وتسببت نتيجة هذه المباراة في قيام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعديل خطة المباريات في البطولة اللاحقة، حيث قررت أن تلعب مبارتي الجولة الثالثة في دور المجموعات في نفس التوقيت منعاً للتلاعب.