كشفت دراسة صادرة عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، اليوم (الثلاثاء)، أن "أوبك بلس"، ساهمت في خفض تقلبات أسعار النفط وتحقيق الاستقرار بنسبة 50% في الفترة ما بين يناير 2017، وأغسطس 2021؛ أي قبل وأثناء جائحة كورونا.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة "الطاقة" إحدى أهم المجلات العلمية، أن إدارة "أوبك بلس" للطاقة الإنتاجية الفائضة، خفضت متوسط السعر خلال فترة ما قبل الجائحة، كما ارتفع متوسط السعر بمقدار 35.70 دولار في الفترة ما بين مايو 2020 وأغسطس 2021 من خلال التصدي لانهيار الأسعار الناجم عن صدمة الطلب أثناء الجائحة.
وأضافت دراسة "استقرار سوق النفط: أداء أوبك وحلفائها"، أنه رغم انتهاء الفترة التي تشملها الدراسة في أغسطس 2021،إلا أن المؤلفين يعتقدون أن جهود "أوبك بلس" مستمرة في تحقيق الاستقرار بالسوق حتى الآن.
وبينت أن جهود "أوبك بلس" الرامية لتحقيق الاستقرار في السوق قد رفعت متوسط الأسعار من 18 إلى 54 دولاراً خلال صدمة الطلب أثناء الجائحة، بالرغم من أنها خفضت متوسط الأسعار بمقدار 2.50 دولار قبل الجائحة.
من جانبه، قال رئيس مركز كابسارك فهد العجلان، إن أوبك تؤدي دوراً مميزاً لأنها تطمح إلى خفض تقلبات الأسعار مباشرة من خلال القيام بدور المنتج البديل الذي يعمل على الحد من أثر صدمات العرض والطلب، وتُعد سياسة طاقتها الإنتاجية الفائضة أداة فعالة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
بدورها، أوضحت الزميلة الباحثة في "كابسارك" والمؤلفة المشاركة حصة المطيري، أن قيمة تحقيق الاستقرار في سوق النفط بالنسبة للاقتصاد العالمي تعتبر كبيرة، وقد قمنا في دراسة محكمة سابقة بحساب أن إدارة أوبك لطاقتها الإنتاجية الفائضة عملت على زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنوياً بنحو 200 مليار دولار.
وكان تشكيل "أوبك بلس" في شهر ديسمبر من عام 2016 حدثاً بارزاً في تاريخ سوق النفط العالمي، فللمرة الأولى في تاريخ أوبك الذي دام ستين عاماً، أبرمت اتفاقاً تتعاون بموجبه الدول غير الأعضاء مع أوبك في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في أسعار النفط، وشكلت الجائحة بعد ذلك تحدياً كبيراً وغير متوقع لهذا المشروع الذي اختبر حدود التعاون والقدرة على التغلب على اضطرابات الطلب غير المسبوقة.
