في عالم كرة القدم حاليًا أصبح هناك حالة كبيرة من الهوس على تسجيل الأرقام القياسية للفرق واللاعبين والمدربين، وإبرزها بشكل كبير على أنها المقياس ومعيار التقييم، رغم أن في الماضي كانت الأغلبية تهتم باللمسات المهارية والمتعة أكثر من أي شئ آخر، وفى مونديال قطر الحالي لم تنصف الأرقام أصحابها كثيرًا بل أصبحت لعنة عليهم.
وشهد مونديال قطر 2022، تحطيم أو وصول لاعبين لأرقام قياسية مع منتخبات بلادهم كانت صامدة لأعوام كثيرة ورغم ذلك لم تشفع لهم بالاستمرار في البطولة وودعوا كأس العالم من الباب الضيق، وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ملك الأرقام القياسية الذى انتهي حلمه تقريبًا في التتويج بلقب كأس عالم بعد الخسارة أمام المغرب في دور ربع النهائي في ظل تضاؤل فرضه في المشاركة بنسخ مقبلة من المونديال خاصة أن عمره حاليا 37 عاما وسيكون مع النسخة المقبلة 41 عامًا.
عميد لاعبي العالم يخرج من الباب الضيق
في مواجهة البرتغال أمام المغرب شارك كريتسيانو كبديلا في شوط المباراة الثاني ولم ينجح في ترك بصمة تذكر، وبعد نهاية المباراة غادر الملعب باكيًا لكن وسط كل هذه الأجواء الحزينة كان هناك رقما ربما يعيش لسنوات بعدما تمكن الدون من الوصول إلى 196 مباراة دولية بقميص منتخب البرتغال، ليتساوى مع الكويتي بدر المطوع، في اللاعب الأكثر ظهورا بقميص منتخب بلاده في تاريخ كرة القدم، ليصبح بذلك على بعد خطوة واحدة من لقب "عميد لاعبي العالم" بشكل رسمي.
وفي مونديال قطر نجح رونالد تسجيل رقمًا قياسيًا جديدًا بعدما أصبح أول لاعب يشارك في خمس نسخة من المونديال، كما أنه تمكن من التسجيل في كل هذه النسخ.
نيمار يحطم رقم بيليه ويودع المونديال
ولم يكن النجم البرازيل نيمار دا سيلفا أفضل حالا من كريستيانو رونالدو، بعدما ودع المونديال من الباب الضيق بعد الهزيمة من كرواتيا بركلات الترجيح، بعد التعادل في الوقت الأصلي بهدف لكل فريق.
ورغم مرارة الخروج كان نيمار على موعد مع التاريخ بعدما سجل هدف البرازيل الوحيد في المباراة رافعا رصيده إلى 77 هدفا مع المنتخب ليتساوى مع الأسطورة بيليه هداف البرازيل التاريخي الذي حافظ على رقمه القياسي خلال 51 عاما.
ووصل نيمار صاحب الـ 30 عاما إلى الهدف 77 في مباراته الدولية 124، ورغم هذا الإنجاز لكنه بعيد كل البعد عن إنجازات بيليه خاصة أنه اللاعب الوحيد الفائز بكأس العالم ثلاث مرات في 1958 و1962 و1970 وسجل 77 هدفا في 92 مباراة مع البرازيل، ونجح في تسجيل هدفه الأخير مع البرازيل في لقاء ودي أمام النمسا عام 1971.
كين يضيع على نفسه فرصتين
وعلى غرار نيمار سار هاري كين قائد المنتخب الإنجليزي بعدما عادل الرقم القياسي لعدد الأهداف مع منتخب إنجلترا بالتسجيل في شباك فرنسا في دور الثمانية لكأس العالم ليصل إلى 53 هدفا وهو نفس رصيد وين روني.
وفي نفس القاء الذى خسرته إنجلترا بهدفين مقابل هدف، لاح أمام هاري كين فرصة التفوق على روني وتسجيل التعادل لمنتخب بلادها بعدما تم احتساب ركلة جزاء للإنجليزي إلا أنه أطاح بها فوق عارضة الحارس الفرنسي هوجو لوريس ليقضى علي أمل منتخب بلاده في مواصل مشواره بالبطولة، إضافة إلى إمكانية تفوقه شخصيًا علي روني.
جيرو.. الناجي الوحيد
وبعد الوصول إلى الدور نصف النهائي يعتبر النجم الفرنسي جيرو الناجي الوحيد من لعنة الأرقام القياسية في هذا المونديال بعدما أصبح هداف منتخب فرنسا علي مر العصور، متخطيًا الأسطورة تييري هنري بعدما وصل إلى الهدف رقم 52 في 117 مباراة دولية، وذلك خلال ال فوز بلاده 3-1 على بولندا في دور الستة عشر لكأس العالم.
صاحب الـ 36 عاما لم يكتفي بالتفوق علي هنري فى مواجهة بولندا، بل أنه زاد من أهدافه بعدما سجل هدف الفوز على منتخب إنجلترا في دور الثمانية ليرفع رصيده من الأهداف الدولية إلى 53 هدفا في 118 مباراة، ليحقق ما لم يتوقعه الكثيرون خاصة أنها حصل على فرصته في نهائيات قطر 2022 بسبب إصابة كريم بنزيما قبل انطلاق المنافسات.
وستثبت الأيام المقبلة هل ستصيب لعنة الأرقام القياسية النجم الفرنسية أم أنه سيكمل مع منتخب بلاده رحلة الدفاع عن لقبهم ويحققوا اللقب الثانى على التوالي في تاريخ الديوك الفرنسية.